” عسير ” تستذكر أعمال الراحل صوت الأرض


image

صحيفة عسير – سعيد العلكمي – محمد الفلقي :

تأتي ذكرى رحيل صوت الأرض طلال مداح –رحمه الله- دون احتفاء حقيقي يليق بها ودون إدراك لمغزى هذا الإحتفاء. ويبقى غياب طلال عن الساحة الفنية الحاضر الأكبر في هموم الموسيقى والفن ليؤكد أن الفراغ الذي خلّفه لا يزال شاغراً وأن من بقي بعده لم يكن خليقاً بشغر هذا الفراغ سيما وأنهم حادوا عن الطريق القويمة وبات ما يقدمونه ضجيجاً وعبثاً لا يمنحان أي متعة جمالية أو ذوقية.

ونحن هنا إذ نحتفي بذكرى هذا العود الموسيقي ليس الهدف تمجيده والتغني بتراثه فحسب بل الهدف لفت النظر إلى محاولاته التجديدية العظيمة التي بدأها منذ أن شق طريق ابداعه في الساحة الفنية بثورته التجديدية الغنائية غير المسبوقة ما يعني أن إحياء تراثه التجديدي وما رافقها من عناصر نماء وتطور في الفكر الموسيقي الذي شكل إرثه الفني وإزاحة ركام الإهمال والجهل به من قبل الكثير هو مهمة وطنية قبل أن تكون فنية وموسيقية.
” أنا راجع أشوفك “روحي وما ملكت يداي فداه” و “ظالم ولكن” و “الله يرد خطاك” و “أحبك لو تكون حاضر” وغيرها من الأغاني التي لا زال عشاق الغناء في السعودية خاصة والعالم العربي عامة يتغنون بها. صوت الأرض طلال مداح، رغم مرور 14 عاما على رحيله بعد سقوطه الأخير على خشبة مسرح المفتاحة في حفلات صيف أبها 2000، إلا أن صوت “أبو عبدالله” لا زال يتردد على مسامعنا، حاضرا في أفئدتنا.
عند الحديث عن تاريخ طلال لابد وأن تعود إلى الخامس من أغسطس والذي لم يكن يومآآ عاديا بالنسبة للفن في السعودية والعالم العربي، حيث دوت فيه صرخة أحد أعظم من تغنى بالوطن والعشق والعتاب، كانت البداية في بيت “الجابري” قبل أن ينطلق هذا “الطلال” نحو عشقه الأزلي، فمن كان يعشق موسيقار مصر الشهير محمد عبدالوهاب، لا يمكن إلا أن يكون فنانا ذا حسآآ موسقي مرهف وصوتا طربيا شجي.
ترك طلال إرثا فنيا يتجاوز 1200 أغنية، تعاون فيها مع كبار الشعراء والملحنين، وألهب مسارح القاهرة في السبعينات رغم وجود عمالقة الفن آنذاك أمثال أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، وأطرب عشاقه في الثمانينات والتسعينات بأجمل الأغنيات التي رسمت تاريخا طويلا من الفن، وطارت بالأغنية السعودية خارج الحدود، ليتغنى بها كثير من الفنانين والفنانات.
الحديث عن طلال مداح ونهر إبداعه المتدفق يبدأ ولا ينتهي فهو من التنوع والثراء ما يصعب تناوله في عجالة كهذه لكن من الضروري الإشارة إلى أن عبقرية طلال وذكاءه الحاد فنياً سمتان بارزتنان يدركهما كل ذي وعي فني وجمالي وهو أمر تؤكده شواهد كثيرة من أهمها خلود أعماله الفنية التي يتغنى بها جميع المطربين بلا استثناء نظراً لجمال واستثنائية وعبقرية الألحان والفكر الموسيقي الذي يجلّل هذه الأعمال فهي أغان تتسم بخلاف عمقها على التنوع في المقامات والألحان وتعدد الكوبليهات الذي يمنح أعماله حياة ونبضاً لا نجدها في أعمال سواه الذين تموت أعمالهم بمجرد غنائها.

أيضاً لا نغفل ان النهر الإبداعي لطلال كان مشدوداً لجميع الفنون وجداول الإبداع المختلف حيث مارس التأليف المسرحي والتأليف للتلفزيون ثم بعد ذلك التأليف الموسيقي كالسيمفونيات وغيرها من الأعمال التي لا زالت مناطق بكر تحتاج نقاد متبصرين لدراستها وإزاحة غبار النسيان عنها.
غنى طلال للوطن وتغنى في المكان وغنى للحزن والفرح والحب والفراق، ورغم مرور هذه الأعوام مايزال يغني في قلوب محبيه، وما تزال قصته معهم تحكى ولم تنتهى . ولا يزال أهالي أبها يستذكرون سقوطه على خشبة مسرح المفتاحه.

image

image

image>

شاهد أيضاً

سكر الأجاويد في نهار رمضان

2 تعليقات

  1. يحي سعد عسيري

    تعليقك في إنتظار مراجعه المدير.
    يا عشاق طلال أنصحكم بقراءة :
    (تحرير المقال في عشاق طلال لذياب الغامدي) وهو موجود عـلى الشبكة لمن أراده ، موفقين ودمتم سالمين .

  2. يحي سعد عسيري

    يا عشاق طلال أنصحكم بقراءة :
    (تحرير المقال في عشاق طلال لذياب الغامدي) وهو موجود عـلى الشبكة لمن أراده ، موفقين ودمتم سالمين .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com