وقفت على بوابة “ألمع” عسير من خلال نادي أبها الأدبي واستمعت وشاهدت وقرأت الإنسان والمكان وفهمت أو هكذا عرفت أن بوابة “ألمع” لا تزال البوابة نحو دوائر الضوء مهما حاولت مدينة المدائن تزيين شرفاتها.
فتح نادي أبها الأدبي قنوات الضوء نحو المحافظات وأشعل قناديل منبره ومطابعه، وسرق كل عبارات الإطراء والمديح، ومع هذا فصداقة الصحفي بئس المقتنى، فقد نقلب المجن وفق معايير مهنية القلم، أما وقد دلفت من بوابة نادي أبها الأدبي ليلة “ألمع” فقد كنت في القاعة وأفكر خارجها عن عزف الأوائل ولحن النوتة الألمعية التي حفرت في صخور الزمان أحلى مواويل الإبداع والتوهج والشيح والكادي… تذكرت أن بوابة “ألمع” هي المعبر الحقيقي نحو صناعة الإنسان الذي يجمل المشهد الثقافي وأن من أراد الوصول فعليه الاتجاه لبوابة “ألمع” وقد كانت ولا زالت هذه البوابة تتسع لكل القادمين الباحثين عن القراءات السبع وعلوم الشريعة وفنون الأدب وتطوير الفكر، ومن ثم العودة بوثيقة المكانة والرفعة.
لم أتوقف عند ومضات أمسية نادي أبها الأدبي وعند صاحب القامة الرفيعة الدكتور زاهر بن عواض الألمعي، الذي يعتبر مشواره في حد ذاته أنموذجا للأجيال المقبلة، بل فرصة لسكبه في أوردة وشرايين جامعة الملك خالد من أجل محاولة الاستنساخ ليس إلا، ولم أتوقف عند منتج “ألمع” عبر التاريخ ولم أقرأ الأسماء والشخوص والقلاع والقرية التراثية التي تعتبر أهم وأجمل وجهة سياحية سعودية لمن يفهم ويجيد قراءة ما فوق وما تحت السطور.
بوابة “ألمع” التي احتضنت القضاة والأدباء والمقرئين والمبدعين ووزعت منتجها على أرجاء “الوطن”، لا زالت مشرعة لمن أراد الرفعة والمكانة العلمية والقيمة الاجتماعية… التاريخ بجلالة قدره واقف على بوابة “ألمع” يستجدي مخطوطات نادرة لم تظهر بعد.
صالح الحمادي
>