أقام نادي أبها الأدبي مساء الإثنين 2 / 5 / 1435هـ محاضرة بعنوان “تجربة المرأة الشعرية: النسق, الاختلاف” قدمها كلٍ من الأستاذة سارة الزوري والدكتور عالي القرشي, وقد أدرار المحاضرة الأستاذ الشاعر إبراهيم معدي, والذي حيا الحضور قائلاً أسعد الله مساءكم باكتناز الدفء الموشى بحميمية الحب المتعلق بأستار قلوبكم الطاهرة, في أمسية أبهاوية تصدح بالعبير لتعانق جواهر الأدب وأطروحات النقد, بحوارٍ تغنى بكم وفاخر صحب أبها بأطروحاتكم المتميزة, وقال بأن أبها وناديها تفخران باستضافة روحين في جسدٍ عالٍ, ويعدان أضافة للثقافة والمثقفين في عسير, ومنحة قدرية سامية حظي بها نادي أبها الأدبي, وذكر شيئاً من سيرتي المحاضرة والمحاضر الذاتية..
بدأت المحاضرة الأستاذة سارة, حيث تحدثت في البدء عن المرأة الشاعرة بوصفها حالة استثنائية, وقالت بأنه من خلال تتبعها للحالة الشعرية عند المرأة في عملها المعجمي, وجدت بأن المرأة لم تكن المعطيات الشعرية متاحة أمامها كما هي عند الشعراء الرجال, بسبب ما قالت إنه القيود الاجتماعية التي فرضت عليها, وحصرتها في بوتقة لا تتمكن من تجاوزها إلا في حالات نادرة لا توضح شخصيتها, فأحياناً تكون متلبسة لدور الرجل, ودللت على ذلك بأنه حين تواصلن معها بعض الشاعرات لأجل إضافتهم إلى معجمها, كن في الغالب يردن الظهور بأسماء مستعارة, وعزت ذلك إلى سبب الخضوع للنسق الذكوري, والذي أدى إلى حشر الشاعرة في مكان ضيق من التوجس والريبة, حول جديّة ما تطرحه وقدرتها على الإثراء, مستنداً في ذلك على ما تغلغل في داخله من ثقافة إقصائية ونرجسية بغيضة..
ثم تحدث الدكتور عالي, حيث قال بان كتابة المرأة الشعرية من الأمور التي استدعت ظواهر متعددة في مشهدنا الثقافي, وقال بأن الوقوف على هذه الظواهر يكشف عن علاقة المرأة المبدعة والشاعرة بالنسق, وكيف تصالحت مع النسق وتمردت عليه وكيف استسلمت له وهي تبدع وتكتب, وتحدث عن هوية المرأة وهي تحاول تجاوز ما وصفه بــ “شرنقة النسق” وقيود المجتمع, وتطرق إلى عملية نشر المرأة لنتاجها الإبداعي, وما واجهته من معوقات, ثم قرأ بعضاً من الأعمال الشعرية للمرأة, والتي تدل على حالتها الكتابية والتعاطي مع واقعها والقدرة على تجاوز الحدود, وقال بأنه في مرحلة تالية تمكنت المرأة من إصدار دواوينها وكتابة اسمها الصريح, ولم يكن ذلك المرور سهلاً على المرأة, فهي لم تتمكن في حالات كثيرة من الخروج على تقمص الحالة الذكورية في نصها الذي بدى مفتقراً للأنثى, ووصف ذلك بأنه استبطان لخطاب النهضة ومقاومة الاستعمار, فيما استكملت بقية الأمسية بمداخلات الحضور المتنوعة, بعد أن أتاح المجال لها مدير الأمسية, وتناوب المحاضران الرد على المداخلات, وفي النهاية شكر الأستاذ أحمد التيهاني عضو مجلس الإدارة, المحاضران على ما قدماه في محاضرتهما, ودعا الدكتور قاسم القثردي لتكريم المحاضر ومدير الأمسية, كما كرمت المحاضرة في قاعة النساء من قبل الدكتورة مريم الغامدي عضو مجلس الإدارة.
>