أسئلة مشاكسة إلى ” أرامكو”

عسير-علي-الموسى-220x200قلت بالأمس لنشرة أخبار التاسعة على قناة “MBC”، إنني أولاً أقف تقديراً واحتراماً لمنجزات شركة أرامكو السعودية في تنفيذ ما أوكل إليها من مشاريع وطنية، وخصوصاً في عاملي الوقت والجودة. تبقى ثانياً ما هو أهم، ما نخاف عليه في مستقبل هذه الشركة: أن يؤثر إسناد المشاريع الوطنية إليها على مهام الشركة الأساسية كرمانة أمان لوضع الاقتصاد المحلي والعالمي، وهي أولى شركات العالم في إنتاج النفط. أرامكو، ومن أجل نجاحها، أوكلت مهام هذه المشاريع بتفريغ هياكل أساسية من طواقمها الإدارية العليا التي استثمرت فيها لزمن طويل من أجل “الزيت” لا الملعب. نعم، سأعترف أن هذا حديث صريح لا بد أن يطرح بشفافية، ولكن يبقى ما هو أهم: لماذا نجحت أرامكو في التصدي لإنجاز مشاريع فشلت فيها وزارات ورئاسات وهيئات مختلفة؟ وكل ما أخشاه، وبوضوح مباشر، أن أرامكو نجحت لسببين جوهريين: هما حديث الرأي العام بأكمله، مع الفارق أنني كتبته رسمياً على الورق، وأرجو من هذه الشركة “الأم” أن تتحفنا بالجواب: الأول، لأن الرأي العام بأكمله يظن وهماً أو حقيقة، “لا ندري”، أن أرامكو نجحت في إدارة هذه المشاريع، لأنها حصلت على شيك مفتوح وعلى ملاءات مالية بلا حدود. وإن صح مثل هذا القول “الوهم” فكل سينجح بمن فيهم الخامل الكسول محدثكم، وهنا أتعهد بتحويل حارتنا المهترئة إلى شيء يفوق “ماي فير” اللندني إذا ما أعطيت الشيك المفتوح والتغطية المالية الوافرة. الثاني، أن الرأي العام المحلي، وبأكمله وعلى مسؤوليتي الخاصة يظن حقيقة أو وهماً أن أرامكو الغالية جداً على القلوب حين تصدت لهذه المسؤولية الوطنية خارج نطاق اختصاصها لم تكن تخضع أبداً لقوانين الرقابة المالية والإدارية، ولم تكن تخضع لأنظمة المحاسبة ولا لدفاتر الاشتراطات التي تخضع لها الوزارات والهيئات التي فشلت قبل أرامكو في إنجاز وتنفيذ هذه المشاريع.
ومرة أخيرة تأكدوا تماماً أنني لا أكتب أبداً هواجس كاتب رأي بقدر ما أنقل اليوم مختصراً لحديث الطيف الواسع من حديث الرأي العام بأكمله.
أنا شخصياً أميل إلى التعاطف مع أرامكو في تبرير هذه النجاحات المتلاحقة لأنني مؤمن بعراقة نظامها الإداري وعمق التأهيل لكوادرها الإدارية. لكنني في نهاية الأمر مجرد فرد من بحر رأي عام واسع يريد من “أمه” الكبرى تبديد كل المخاوف في تلك الأسئلة.

علي الموسى

>

شاهد أيضاً

((تدوين الموروث امانة ))

بقلم /حسن سلطان المازني هناك فرق بين المثقف الممارس للموروث القيمي بشقيه الفلكلور والعادات والتقاليد …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com