صحيفة عسير :- شذى الشهري
يتهاون غالبية من أولياء الأمور في آلية التعامل مع أطفالهم ممن انضموا إلى مقاعد الدراسة كأول مرحلة انتقالية في حياتهم، ولا شك أن لهذا التهاون آثارا سلبية على حياة الطالب وخصوصاً أنه يستمد العون والأمان من والديه، ومع بداية العام الدراسي الجديد تستقبل كافة المدارس الابتدائية في المملكة أبناءً من الجنسين انتقلوا من بيئة المنزل التي يمثلها حضن الأبوين إلى مقاعد الدراسة، في حالة من الترقب لما تحمله تلك المرحلة من مفاجآت جديدة وخصوصاً أن الكثير منهم يسمع عن المدرسة الكثير من المعلومات المغلوطة التي ربما تنفّر الأطفال من البيئة المدرسية.
ويذكر مختصو الارشاد النفسي ان هناك 3 طرق علمية للتعامل مع بكاء الطفل ورفضه للمدرسة في الاسبوع الاول وهي التشجيع وبقاء الأب مع ابنه طيلة الأسبوع التمهيدي والابتعاد عنه بشكل تدريجي وليس مفاجئا، وكذا اشعاره ان المعلم والده الثاني.
ذكرت الدكتورة مها الحريري : المتخصصة في التوجيه والإرشاد النفسي ان هذا الموضوع مهم جداً ويجب على كافة القنوات الإعلامية التطرق له كونه يعدّ انطلاقة لحياة نشء جديد ولهذا ينبغي أن تكون هذه الانطلاقة ناجحة فهي بمثابة القواعد التي يبني عليها الإنسان بنيانه، ومن خلال تعاملي مع العديد من حالات الأطفال التي ترفض الاستمرار في المدرسة اكتشفت أن الأسرة ساهمت بشكل كبير دون أن تشعر بخلق جو من القلق لدى الطالب تجاه المدرسة وخصوصاً أن الطفل قد انتقل من مرحلة عمرية مليئة بالحنان والعطف إلى مجتمع آخر يتسم بالمشاركة والعمل والنشاط، ولا شك أن الطفل وحيد والديه هو أصعب من غيره في تقبل المدرسة حيث انه وفي الغالب يكون حنان الوالدين موجهاً له بشكل أكبر من غيره من الأطفال الذين لديهم إخوة، إضافة إلى أن الطفل ليس لديه خبرة من أخ كبير أو أخت عن المدرسة ولهذا قد يجد الوالدان معاناة في انخراط الطفل في المدرسة تتمثل في الرفض والبكاء وربما القيء أو نوبات من المغص التي تنتاب الطفل يحتاج على إثرها الذهاب إلى دورة المياه، وقد يستمر البكاء طيلة أيام الأسبوع التمهيدي وكذلك القيء، وهذا ناشئ عن رفض داخلي نفسي يترجمه الطفل لاشعوريا إلى مغص وقيء، وهذا أمر طبيعي ولا يجب أن يقلق له الوالدان بل يجب أن يقابل هذا الرفض بالتشجيع فقط دون التهديد والوعيد أو السخرية فالتشجيع وحده هو ما يحل كل هذه المشاكل، إضافة إلى بقاء الأب مع ابنه طيلة الأسبوع التمهيدي والابتعاد عنه بشكل تدريجي وليس مفاجئا.
وأضافت الحريري ، أن من أكثر المشاكل التي «تزيد الطين بلة» تهديد الطفل بالمدرسة أو جعله ينام مبكراً بشكل قسري بحجة أن لديه مدرسة في صباح اليوم التالي وهذا من شأنه أن يجعل الطفل يكره المدرسة كونها معيقاً لما يحبه من اللعب والسهر، وعن الطريقة المناسبة للتعامل مع بكاء طلاب الصف الأول ورفضهم للمدرسة .
و أشارت الدكتورة مها : من الأفضل أن يبني الأب مع معلم الطفل علاقة إيجابية ويكون هذا أمام الطالب مع إقناع الطالب بأن المعلم هو الأب الثاني له وهذا لا يأتي إلا بتعامل المعلم مع الطفل على أنه فعلاً طفله وملاعبته وبث الطمأنينة في نفسه وتشجيعه وإعطائه الحلوى والألعاب وجعله يشارك بشكل يومي في الألعاب حتى ينكسر حاجز الخوف والرهبة لدى الطفل، الأمر الذي يجعله يألف المدرسة، ويذكر العمري أن من الطامات الكبرى التي يقع فيها بعض الآباء هو ضرب الطفل أمام زملائه وتحقيره ومقارنته بغيره وترديد «شف فلان أحسن منك» وهذه بلا مبالغة من أكبر معاول هدم الشجاعة والجرأة في الطفل بل ربما تجعله انطوائياً طوال حياته لا سيما إذا استمر الأب في المقارنة والتحقير والأولى بالأب والمعلم هو تشجيع الطفل والصبر على هذه المرحلة لأنها من أهم مراحل حياة الطفل .>