صواب مصاب !

الرطيان(١)
مصيبة عندما يظن “الخطأ” أنه صواب!
(٢)
الداعشي الذي يحمل سكينه ليذبح أحدهم.. يشعر أنه على صواب!
الذي يناصر هذا الداعشي، ويرى أن هذا “الشر” هو الطريق الوحيد إلى “الخير”، وأن هذه السكين الملطخة بالدماء والجهل والتخلّف هي التي ستوحّد الأمة.. يشعر أنه على صواب!
الطيار الصهيوني الذي يشرب قهوته، ويتابع عبر التلفزيون مشاهد إخراج أشلاء طفل من بناية قام بقصفها البارحة في غزة.. يشعر أنه على صواب!
الذي يدافع عن حق “فكرته” بالحياة والضوء والمايكرفون والمنبر، وفي نفس الوقت يقمع “أفكار” الآخرين، ويُحرّض كل سلطة ضدها.. يشعر أنه على صواب!
هذا الذي يطاردك عبر تويتر ليوزّع عليك التُهم المجانية، وينظر إليك وإلى ما تقدمه بريبة؛ لأن وجهة نظرك مختلفة عنه.. يشعر أنه على صواب!
الذي رمى القنبلة الذريّة على هيروشيما يشعر أنه على صواب!
هذا الذي يناضل لمنع امرأة من العمل في مركز تجاري، ولا مشكلة لديه في عملها على الرصيف وتحت الشمس.. يشعر أنه على صواب!
ينحاز إلى جهة أو جماعة ما -فقط لأن أمريكا تقف ضدها- وينسى كل خطأ فادح وفاضح سبق لها أن اقترفته.. ويشعر أنها على صواب!
هذا المشغول في كل معرض كتاب -بدلاً من القراءة- بمنع الكتب التي لا تروق له، ويرى أن “الجهل” في بعض الأمور أفضل من المعرفة.. يشعر أنه على صواب!
“الخطأ” -نفسه- يشعر أنه على صواب!
(٣)
تنظر إلى الناس حولك، وتتابع الأحداث، وتشعر..
أن “الصواب” هو الذي فقد صوابه!!
محمد الرطيان 

 

>

شاهد أيضاً

” مهارات التأثير الإعلامي “

  بقلم – سراء عبدالوهاب آل رويجح: أقيمت بمحافظة بيشة يوم أمس الخميس التاسع عشر …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com