لأنني (مسولف عام) على وظيفة (معلم بالمستوى السادس) بوزارة التربية والتعليم يحسن الزملاء الإعلاميون الظن بي فيما يخص «الترعية والتبليم» من قضايا مزمنة: لا الوزارة تبشر بحلها، ولا نحن نفقد الأمل فيها؛ كما تقول الأغنية العراقية: «لاني أتوب ولا الله يهديه»!!ويوم الجمعة الماضي كنتُ ضيفاً في (ياهلا خليجية) مع المذيع الوسيم الفهيم/ «خالد العقيلي» للتعليق على قضية الضرب في المدارس؛ انطلاقاً من بيان (إدارة التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة) التي هللت وكبرت واستبشرت، وأظن أن جميع مسؤوليها سجدوا لله شكراً على أن المقطع المؤسف وقع في مدارس خيرية (برماوية بعد)؛ أما نحن (السعوديين) غير، ومدارسنا غير، وإنسانيتنا غير الغير!! ولهذا كان سؤالنا: هل تنكر الوزارة أن الضرب ظاهرة تمارسها الأغلبية الكاسحة من المعلمين غير المؤهلين أصلاً؟ وكان معنا هاتفياً سعادة مدير التربية والتعليم بمكة الدكتور/ «محمد الحارثي» حيث هرب من الإجابة المباشرة إلى تصويب معلومةٍ جاءت عرضاً في حديثنا وهي: أن عدد المعلمين (250/ 300) ألف معلم ومعلمة من مجموع موظفي الوزارة البالغ نحو (800) ألف، وأكد أن العكس هو الصحيح تماماً!ومعلومة سعادته صحيحة استناداً إلى السجلات (البيروقراطية) حيث تعمل الآلاف المؤلَّفة (والمكلَّفة) من إداريٍّ في الأرشيف إلى وكيل وزارة، مروراً بالمستشارين ومديري مكاتبهم، ومديري التعليم ومديري مكاتبهم، ومديري المكاتب ومديري مكاتبهم…كل أولئك يعملون بمسمى (معلم)، بينما كنت أعني المعلمين الميدانيين في المدارس، وهم الذين يتعاملون مباشرة مع الطلاب!هذا التضليل (البيروقراطي) يكشف عمق الفجوة بين الإدارات في كواكبها خارج «درب التبَّانة»، وبين الواقع التربوي التعليمي؛ وقد حاولنا فضحه مراراتٍ مفرتكةً عديدة حتى قلنا شعراً: واسمحوا لي فلستُ أبغي جواباً: هل تُدارُ العقولُ بالرُّوتينِ؟!أغلقوها مكاتبَ (السَّردي مَردي) * ويميناً لن تندموا ..صدِّقوني!!ونحن نعلم أن كثيراً من مسؤولي الوزارة (لا سيما الموظفون بمسمى «معلم») لا يقرؤون ما يُكتب، وإنما اضطررنا للتوضيح اليوم لأن الزميل «بيل كلنتون» سيقرأ كل شيء بالتأكيد؛ استعداداً لاستقدامه الذي اقترحناه أمس!!
محمد السحيمي>