يمارس المهووسون المهرة في الفضاء الإلكتروني دور القرصنة والتخريب بحرية تامة، لأنهم مؤمنون بأن قدراتهم أعلى من قدرات الذين يدعون القيام بأعمال الأمن الإلكتروني لوزارتنا ومؤسساتنا وجهاتنا الحكومية، نجم الشباك اليوم «هاكر» سجل حضوره المجهول من خلال حساب «تويتر» الخاص بالهيئة العليا للسياحة، موجهاً لها انتقادات تتلخص في أن «سعادته» لا يرى تطوراً في الجانب السياحي في البلد، الهيئة كانت في الموعد وتفاعلت مع الاحتلال الإلكتروني الأول لموقعها ورحبت بالنقد، هيئة السياحة لا ينقصها سوى المضي بشفافية نحو الواقع والمأمول، عليها فقط أن تضرب على المفاصل وتقول: «عجزنا في هذا المجال لهذا السبب، ولم ننجح هنا لأن أمامنا هذه التحديات والعوائق، ولو كانت يدكم مع أيدينا لكنا أجمل وأفضل، الهاكر لم يخترع ويبتكر زاوية رؤيته للعمل السياحي لكنه يرى ما يراه غيره، ويصر على أن الغيرة على بلده وحدها من دفعته لصب هذه التساؤلات وأسطر النقد لها مع حبه واعتزازه برئيسها ووصفه بالأخ الأكبر».
الهاكر السعودي لم يتوقف عند حساب الهيئة على «تويتر» بل شد رحال فريق عمله لـ«تويتر» وزارة العدل، متسائلاً عن الـ168 مليون ريال، وهي التي ظن أنها لحماية مواقع الوزارة إلكترونياً، لكن «العدل» نفت فور الاحتلال الإلكتروني الثاني أن هذا المبلغ لا علاقة له بأنظمة الحماية التقنية بـ«تويتر» بل هو مخصص لتقنية 500 مرفق عدلي. التفاعل السريع للجهات المخترق حسابها يؤكد أنه بإمكان هذه الجهات مصافحة من تنقصه المعلومة أو تتضارب في يده الأرقام والأخبار والأوراق ويصبح غير قادراً على تحليلها أو استيعابها، النقد يجب ألا يحرج أي وزارة أو هيئة، والهاكر «الرحالة» لن يكون الأخير في التجول بحرية في هذه المساحات الإلكترونية فهو يهدد أن فريقه قادر على اختراق موقع وزارة العدل الرسمي، مكتفياً – من باب الثقة – بالتواجد في حساب «تويتر».
قدرة الهيئات والمؤسسات على حماية مواقعها قدرة مطاطية، ويمكن اختبارها عن طريق «هاكر» يتناول كوباً من الشاي في مقهى «إنترنت»، وليت أن هذه الجهات تصمت ولا تعلن عن أية محاولات أو مشاريع تعنى بأمن عالٍ لمحتوياتها الإلكترونية حتى لا تكون عرضة لنقد حاد وتساؤلات تتراوح إجاباتها بين التنظير أو الهروب بخجل من فخ يضعه بمهارة «هاكر» يتمتع – وفق رأيي الشخصي – حتى تاريخه بأدب في الطرح والتناول. قد يكون في ذهنية «الهكر» محطات وزارية قادمة بغية مشاغبتها وتحديها وإشغالها شيئاً من الوقت بما يتناثر بين يديه من تساؤلات ومطالبات الشارع، وستكون الجهات التي أدمنت النوم وأغلقت حواسها عن المجتمع المتسائل ستكون في حالة استيقاظ تامة وتفاعل مع المطروح عبر النفي السريع المحاط بالعبارات القاطعة لأي شك، أو بإعادة تحديث لكل المساحات الإلكترونية الرسمية والعمل على تأمينها بأي مبلغ كان، مع أن السيد/«هاكر» أثبت أن عشرة ريالات قادرة على فعل شيئين: الأول «إجراء اختبار سريع على حساسية الجهات ضد النقد المؤدب»، والثاني «إثبات هشاشة الأمن الإلكتروني لهذه الجهات في مقابل ما يعلن من مصروفات خيالية عليه»، هذه المرة كان الهاكر «عاقلا» في الكتابة، ما أخافه أن يحضر هاكر آخر على وزن «خبل» ويحيل تفاصيل ما وراء القرصنة الى أحاديث رأي عام لا تنتهي بسرعة!.
>