من أعلى درجة الغليان لمشاعري وأحاسيسي أكتب لكم عن “المواطن العبقري” الذي يبحث عن رغيف خبز وكفن ببراءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.. نعم من يدفع ثمن كفنه قبل الموت؟ ومن يوفر له ولعياله الكساء والغذاء بعد أن تركهم العبقري “على الحديدة”.
المواطن العبقري حسن حسين المالكي ترك العمل الوظيفي وترك المقاولات وصرف تحويشة العمر على أفكاره التي تلامس الجنون حينا والعبقرية حينا آخر حتى قدم فكرته وحصل على براءة الاختراع، والآن بثيابه الرثة وشعره الأبيض يعرض منزله للبيع لاستثمار عبقريته بعد أن طرق كل الأبواب فوجدها مغلقة.
سنوات دفعها حسن المالكي من عمره الزمني في أبحاثه، وصمد أمام تمييع فكرته من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم الذين تعاملوا معه بالتسويف والتثبيط، ولكنه صمد حتى أتى التقييم العالمي ليؤكد أسبقيته وأحقيته في شهادة براءة الاختراع، وصمد أمام إنذارات التهديد بسحب الشهادة إذا لم يسدد الرسوم السنوية! تصوروا مدينة الملك عبدالعزيز بدلا من تسويق الفكرة ودعم العبقري السعودي بمخاطبة الشركات والمؤسسات السعودية وكبار رجال الأعمال والغرف التجارية السعودية والجهات الرسمية؛ وجهت له إنذارا بمضاعفة الرسوم! ومعه عبارة تهديد بسقوط براءة الاختراع!!
المواطن العبقري وضع آخر آماله في غرفة أبها التجارية بعد تلقيها توجيها من الأمير فيصل بن خالد أمير المنطقة، لكن الغرفة أحالت الأوراق للدراسة، ولا نعلم متى تنتهي الدراسة؟ وبقي العبقري يحمل على كف شهادة البراءة العالمية وعلى الكف الآخر صك منزله للبيع، بينما صمتت الشركات والغرف التجارية وحاصرته مدينة الملك عبدالعزيز باللوائح الجامدة… بقيت الإشارة إلى تلقي المواطن العبقري عروضا من شركات عالمية ولكن مواطنته وحبه للقيادة وأطهر بقاع الدنيا حالا دون انحنائه!
>