‏”عندما تسقط الانسانية “

بقلم /ريم البشري

‏في لحظة صمت العالم بما يدور في سوريا وحال أهلها المستضعفين .. سافرت صديقتي من سوريا الى بلدها وسط الحرب والقصف والفتن ‏وكنت على تواصل معها بحكم العلاقة الوطيدة بيننا وكانت تشكي الحال والمآل الى الله ‏ثم انقطعت عنها بسبب سوء الاتصال وعادت للسعودية بسلام وفي طريقي لزيارتها كنت في شوق لأسمع منها اخبار اهلنا في سوريه وحال المستضعفين والمرضى والجرحى وكيف حال الأطفال والنساء المشردين في المخيمات وصلت منزلها‏ وقابلتها بفرحة كبيرة فها هي تعود سالمه من ارض الشام المباركة .. وكانت المفاجأة انها تحدثني عن اجراء عملية قص لمعدتها لتبدو رشيقة وجميلة وتقول أن رقم حالتها ٣٠٠٠ من بين العدد الهائل الذي ينتظر دوره لإجراء العملية ثم أردفت قائلة الأمر لم يقتصر على قَص المعده لو رأيتي كم إمرأه في انتظار الدكتور حتى تعمل عملية تجميل لوجهها او جسمها ‏قلت: والحرب ‏قالت كم من الناس يموتون جوعا هناك مقابل أناس يعيشون عيشة الملوك .. وضعت يدي على رأسي ‏وقلت في نفسي هل مات الإحساس بهؤلاء؟ ‏أين الإنسانيه والحريّة التي يتشدقون ؟بها أين الرحمة بالضعفاء والمساكين والأرامل؟
‏هل أصبحنا في غابة يأكل القوي الضعيف ‏ ؟أين هم من قول الله عز وجل ” إنما المؤمنون اخوة ” وقوله صلى الله عليه وسلم ( المسلم للمسلم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
‏اين الاخوة واين الجسد الواحد عن هؤلاء ؟!
‏وكأن حالهم اذا اشتكى منه عضو زاده ألمًا ووجعًا .. ظلم وقتل وتشريد لاخوانهم وبني جلدتهم فلا دين يمنعهم ولاقيم تردعهم .. حينها ‏أدركت أن النصر لايكون الا بالعودة الى الله وان الصلاح لابد أن يبدأ من داخل سوريا حتى تعود وبغض النظر عن ديانة كل من فيها ‏اذا سقطت الإنسانية سقط معها كل شيء ‏وإذا انتشر الظلم وقع البلاء ‏فامام عادل ولو كان كافر خَيْرٌ من إمام ظالم ولو كان مسلم ولنا في قصة النجاشي خير مثال ‏حيث قال عنه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إنه “ملك لا يظلم عنده أحد”.
‏تولى حكم الحبشة وهو ابن تسع سنين وانتشر عدله، وذهبت سيرته الطيبة في كل مكان هاجر اليه الصحابة لأن فيها “ملك لا يُظلم عنده أحد وعادل في حكمة كريماً في خلقة”، وهناك يستطيعون العيش في سلام آمنين على أنفسهم وعلى دينهم، وكان عددهم في ذلك الوقت ثمانين رجلاً غير الأطفال والنساء كان كافرًا حينها ولكن كان عادلا ولذلك اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم ليكون ملجأ للضعفاء والمضطهدين ‏وقد ساقه عدله لمعرفة الحق فآمن توفي في العام التاسع للهجرة وقال رسول الله
‏لأصحابه: “اخرجوا فصلوا على أخٍ لكم مات بغيْر أرضكم”، فخرج بهم إلى الصحراء وصفهم صفوفًا ثم صلى عليه صلاة الغائب ..
‏قال الله تعالى:‏{وماأصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوعن كثير}
‏ما يصيب الله إنسانا او بلد ببلاء الا جزاء مافعلت من ظلم وذنوب ومعاصي وبُعْد عن منهج الله ..
اسأل الله ان يحفظ لنا ديننا وأمننا وولاة امرنا من كل سوء ومكروه …>

شاهد أيضاً

مهرجان الجبل الثقافي يعلن عن موعده الجديد في 26 أبريل

صحيفة عسير – يحيى مشافي أعلنت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الجبل الثقافي، في اجتماعها أمس …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com