ردُ السلام يا قضاة المحاكم

الدكتور _ صالح الحمادي

الإلمام بالشريعة الإسلامية السمحة والفقه والفِطرة السليمة والعدل والنزاهة والتواضع والورع من أهم صفات الذين يعملون في القضاء، هذه الشروط  مفترض أن تتوفر في من يتسنم هذه الأمانة التي رفضتها السماوات والأرض والجبال وحملها ” القاضي” بطوعه واختياره كما هو الإنسان من فجر تاريخ البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وضع شروط دقيقة وضوابط معيارية ضروريَّة عند اختيار ” قاض” فالقضاء معيار ناموس الحياة وهو محور العدل والنزاهة، يقول أحد الحكماء إذا أردت أن تنظر لتقدم وتطور أي بلد فانظر للقضاء فيه ، فإذا نشر” العدل” صلحت باقي الأمور، وعاش الناس في أمن ورخاء.

أعلى مناصب وأعلى رواتب في العالم دائما تكون لـ” قضاة” المحاكم وأهم منصب في مناصب الدول هو ” القاضي” الذي يوجه بوصلة الحياة إلى “العدل” أو …..

وبدون القضاء “العادل” تكون الحياة لا سراة لها، ويتفرعن المتفرعن ” قالوا لفرعون من فرعنك” قال ما لقيت الذي يخلصني من جني المدينة ومن ساحر الباحة ومن دوام يوم الجمعة، وما لقيت من ينقذني من ” لصوص” الأراضي ومراجعي منتصف الليل البهيم.

تباشير الصباح تلوح في الأفق بوضع بصمة للقاضي لكي يداوم مثل خلق الله ، ووضع آلية الإلكترونية تخلصنا من ضياع الأوراق وتفكنا من صداع الملف العلاقي ” الأخضر” ومنع أي قاض من أخذ إجازة قبل إنهاء المعاملات والجلسات المبرمجة لديه، هذه النقل التطويرية الرائعة للوزارة سيعقبها متابعة وتمحيص ووضع الكثير من نقاط العمل الجاد المثمر على طاولة كل “قاض” في محاكمنا الفاضلة.

الوصول إلى أعلى منصب وهو “قاضي” شرف لكل شخص لكن تقلّد هذا المنصب لا يعني أن قاضي القضاة أصبح حاكمًا بأمره، لا يرد السلام، ولا يحسم الجلسات، ويحضر ويغيب على كيفه….. بعض قضاتنا أصلحهم الله أخذتهم عزة المنصب بالإثم ، لذا نقول لهم ” أحذروا أن يشكوكم أحد إلى الله ” وتواضعوا فالحياة كلها ببهرجتها ومناصبها وجاهها وسلطانها لا تساوي عند رب العزة والجلال جناح بعضوة … ردوا السلام على الأقل فالإنسان مهما بلغ من صلف وكبرياء لن يخرق الأرض ولن يبلغ الجبال طولا…..

حان وقت محاسبة “القضاة” على الانتاجية وعلى الدوام …. شكرا يا وزارة العدل ولا زلنا ننتظر حماية القاضي، وحماية أصحاب الحقوق من القضايا التي ليست من اختصاصهم ، وهذا لن يتم إلا بمحاكم مرورية وغرف عمالية وغرف تجارية وبقوانين مدنية وضعية.

 

نقطه على السطر

· عندما احتاج هارون الرشيد إلى أحد الفقهاء ليستفتيه في أمر زنا ابنه، جاء أبو يوسف حيث أُعجب بفتواه وأصبح من المقربين إليه، حتى ابتكر له منصب “قاضي القضاة” لأوَّل مرَّة في الإسلام

· اعتبر الماوردي القضاة موازين العدل وحرَّاس السنَّة النبويَّة باتباعها في أحكامهم، على أن يكون القاضي حسن العلانيَّة، مأمون السريرة، كثير الجدّ، قليل الهزل، شديد الورع، قليل الطمع

· هل تنطبق صفات الماوردي على القضاة الذين لا يردون ” السلام”؟>

شاهد أيضاً

قريبًا التشغيل الكلِّي

بقلم / عيسى آل هادي بالأمس تم الإعلان عن قرب التشغيل الكليِّ لمستشفى محافظة رجال …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com