الدكتور صالح الحمادي
منذ إعلان خطة التحول الوطني 2020 واستراتيجية الرؤيا الوطنية 2030 وأنا أتابع حشف الإعلام السعودي وسوء كيله مع هذا التحول، فلم أجد أي بوادر تشير إلى استيعاب قادة دفة الإعلام السعودي وخاصة رؤساء تحرير الصحف الرئيسة لهذا التحول، ويبدو أن غيبوبة الكرسي الوثير وتوزيع المهام على أجانب يقومون بهذه المهمة داخل صحفنا الورقية محور ” تخاذلهم الفاضح” ومحور الحشف والسوء.
عندما أراد هتلر توجيه حملته العسكرية لاجتياح أوربا، وبعد ما وصلت القوة العسكرية الألمانية ذروتها قرر عمل حملة إعلامية تعتبر أول حملة إعلامية في العالم لعلمه بأهمية الإعلام وقوة تأثيره حيث أختار ” جلبر” للقيام بهذه المهمة فماذا فعل؟ …رؤية رؤساء تحرير الصحف السعودية تتجه في مثل هذا المواقف للتلميع ” بيد قلم وبالأخرى طبلة” ويعتبرون ذلك عملا جميلا، أما حسب رؤية الإعلامي الألماني الشهير ” جلبر” فقد اتجه لدراسة شخصية “هتلر” وقرأ أفكاره وعرف أن هتلر يشعر بعظمة الشعب الألماني وعظمة قوته العسكرية ورغبته في فرض هيمنته على العالم كله لذا وضع ” جلبر” خطة إعلامية ضخمة تركز على تعميق ولاء الشعب الألماني للوطن والقيادة، وعندما وصلت المواطنة أعلى درجاتها وأصبح الشعب الألماني بكل أطيافه صفا واحدا ولا يوجد بينهم “خائن” واحد ينقل المتسللين من أطراف البلاد أو ينقل مهربي المخدرات والسلاح للعمق الوطني ولا يوجد ” خائن ” واحد” يلبس حزاما ناسفا أو فكرا ضالا ، ولا يوجد كاتبا واحدا أو برنامجا فضائي واحدا يسكب الزيت على جراح الوطن، ولا يوجد قاضيا واحدا يتلبسه الجن لتحرير الصكوك، ولا يوجد عقدا واحدا بالباطن، عندها قال ” جلبر ” للقائد الألماني ” هتلر ” الشعب كله معك وتستطيع فعل ما تشاء وأنت مطمئن للجبة الداخلية، وهذا ما حصل حيث بدأ ” هتلر” تنفيذ أفكاره وهو مطمئن لجبهة الداخل.
الأن وبعد مرور فترة زمنية كافية لكشف رؤساء تحرير صحفنا وإعلامنا السعودي هل قرأ المعنيون بالنغمة الإعلامية السعودية أبعاد وقيمة وأهمية التحول 2020 ورؤية 2030 ؟ هل فكروا في بناء جبهتنا الداخلية لمواجهة الظروف الأمنية والاقتصادية التي تعصف بالعالم من حولنا؟
لم يقرأون شيء، ولم يتغير في فكرهم وطرحهم شيء، لأن همهم الرئيسي السفرات وما يصاحبها من هدايا وفلة حجاج، لأنهم لا يديرون المطبخ الصحفي والذين يقدمون لنا المنتج اليومي ” أجانب” أو لأنهم غير مؤتمنين على مناصبهم، وغير مدركين لمعنى المواطنة ، بل لا أجد حرجا إذا وصفتهم بالتقصير والخيانة للأمانة وعدم أهليتهم لقيادة الفكر والمواكبة الإعلامية التي فشلت في الداخل والخارج مع الأسف الشديد.
الإعلام السعودي حشف وسوء كيله لأن الدار ترعى ، لا حسيب ولا رقيب…… إعلامنا في غيبوبة اقرأوا عليه الفاتحة.>