يا ترى ما علاقة أولمبياد العلوم بالمختبر المدرسي؟ سنعرف نوع العلاقة عندما نعرف دور المختبر في تعلم وتعليم العلوم, فالمختبر المدرسي هو ذلك المكان الذي تطبق فيه مجموعة من الاجراءات والمهارات التي تمارس لتوضيح فكرة معلومة مسبقاً لدى الطلاب للتأكيد عليها، أو لإيصال فكرة جديدة للطلاب لم تكن معلومة لديهم، وسواء تمت التجربة بهذه الطريقة أو بتلك، فإنه ومن خلال التجربة يكتسب الطلاب مهارات معينة ليتم توظيفها في حل مشكلات علمية أو حياتية ,إذا فالمختبر المدرسي يشكل جزءاً أساسياً من حياة الطالبة، فلكي تتمتع الطالبة بمخرجات علمية صحيحة وقدرات فكرية على الابتكار والبحث العلمي التجريبي لابد أن تكون المرتكزات التي تبنى عليها فكرة الطالبة، والمدخلات التي تكتسبها صحيحة ومنهجية وعلى أساس علمي. وهذا يتحقق في العلوم التجريبية عندما توظف المختبرات المدرسية بشكل فعال، بحيث تتمكن الطالبة من ممارسة التجارب العلمية بنفسها لتحصل على النتائج المفترضة وتكتسب معها مهارة التطبيق وقدرة التعامل مع التقنيات الحديثة بالمختبر مع تنشيط الذهن وتحفيزه على الإبداع والابتكار؛ لذا لابد من ضرورة تفعيل دور المختبر في المدارس, والواقع إن معظم المدارس تهمل دور المختبر المدرسي في تدريس العلوم ودور التجارب في تدريس مواد العلوم الطبيعية، ولا تزال تعتمد على أسلوب التدريس الإلقائي الذي يقتصر دور الطالب على المتلقي السلبي، ولا يزال معلمو العلوم يعتمدون على الاتجاه القديم في التجريب بحجة النقص في تجهيزات المختبرات من الأجهزة والأدوات والمواد. وتؤكد الاتجاهات الحديثة في ميدان تدريس العلوم على أهمية المختبر والنشاطات العملية وتوليها دوراً بارزاً في إنجاح مناهج العلوم، ويتمثل هذا الدور بارتباط المختبر ارتباطاً وثيقاً بالمواد العلمية المنهجية الدراسية التي يفترض أن تكون مصحوبة بالنشاطات المخبرية العلمية من جهة، وتحقيق أهداف تدريس العلوم من جهة أخرى, وأيضا تثبت الدراسات أن الدول المتقدمة تقنياً هي التي تهتم بتطوير وتحسين تعليم الرياضيات والعلوم, بل ان الواقع يشهد بذلك عندما كان هناك اهتمام وتأهيل للموهوبين من طلاب المملكة العربية السعودية للمشاركة في الاولمبياد الدولي للعلوم والرياضات كيف حصد الفريق السعودي العديد من الميداليات وشهادات الشكر والتقدير وتحرص موهبة وزارة التعليم حاليا على أن يكون لهذه المشاركات تأثير إيجابي في مستوى تعليم مواد الكيمياء والفيزياء والرياضيات في مدارس المملكة، إضافة إلى حرصهما على تحقيق مواقع متقدمة في الترتيب الدولي، حيث من المستهدف أن تكون المملكة ضمن أفضل 20% من دول العالم في الأساس العلمي خلال السنوات القليلة القادمة وهذا بإذن الله سيتحقق مع الاهتمام والتأهيل بالإضافة إلى الاهتمام الحقيقي بتفعيل دور المختبرات المدرسية في تطوير وتحسين عمليات تعلم وتعليم العلوم الطبيعية في جميع المراحل الدراسية.
المشرفة التربوية / هدى سرحان آل شويل
>