إعادة ضبط بنيتنا التحتية

علي أحمد المطوع

يخطئ البعض فى ربط الكوارث بالمطر والصحيح ان الكوارث مرتبطة بالمخططين التنمويين الذين غيروا معالم الارض واستهتروا بابسط مبادئ البناء والاعمار وغضوا الطرف عن اخطاء كان يجب ايقافها لتفادي تبعاتها ومنها ما نعيشه اليوم .
الوضع فى ابها محزن جدا ،فهذه المدينة العصية على السيول بسبب موقعها الجغرافي وتضاريسها الجبلية اصبحت وبفعل خطط التنمية الجوفاء هدفا لكل رشة مطر .
يجب ان يعاد فتح هذه الملفات وبالاسماء ،يجب ان يعاد دراسة هذه الاوضاع بطريقة علمية تراعي الجوانب الامنية والاجتماعية والاقتصادية للدولة والمواطنين .
بجب على المواطن ان يتحمل تبعات هذا الاصلاح التنموي كل حسب مقدرته واستطاعته لنعيد مدننا الى مسارها التنموي الصحيح .
شيء مؤلم بعد مضي ما يقرب من الخمسين عاما منذ بزوغ اول خطط التنمية، نكتشف اننا لابد ان نعود الى المربع الاول ،لكنه امر لابد منه فالاخطاء المتراكمة كان سببها بالدرجة الاولى ضعاف نفوس وضعاف قدرات وامكانات سجلوا اسماءهم باحرف من نار وعار كمخططين ومنفذين لمشاريعنا التنموية .
الدولة رعاها الله رصدت المليارات فى اغلب الموازنات لدعم البنى التحتية ولكن الواقع يؤكد ان هذه المليارات اسيء استخدامها والعبث بها ،ترتب على ذلك عشوائية واخطاء شواهدها حالات بعض مدننا مع الامطار وسيولها .
الاودية اصبحت نسيا منسيا ،وكميات الامطار تزيد عاما بعد عام ،والمشكلة تتفاقم ولا حلول تلوح فى الافق فى الامانات والبلديات التى كانت ومازالت السبب الاكبر فى تراكم هذه الفواجع وتزايد وتيرتها .
خذ ابها مثالا ،ورغم خصوصية موقعها وطبيعة جغرافيتها وبصفتي احد سكانها وقبل اكثر من 20 عاما لم تكن تعاني ما تعانيه اليوم، والسبب اهمال بدأه مواطن جشع وشرعنته بلدية مهملة وكان ضحيته مواطن قليل الحيلة والخبرة .
يجب ان تحل هذه المشاكل ويجب ان تتضافر الجهود لحلها والمواطن شريك فى المشكلة والحل والدولة لا تملك عصى سحرية لحل ناجع وعاجل ولكنها قادرة بعون الله على عمل رؤية متكاملة لاعادة تخطيط مدننا وخصوصا ان رؤية 2030 تركز على الانسان كمحور اساسي واصيل فى كل حراكات التنمية .
نزول امير منطقة عسير الى الميدان يؤكد جديته وحرصه على الاطلاع على المشكلة ومعرفة ابعادها ووعده بمحاسبة المعتدين على الاودية هو اول بواكير تصحيح المسار ووضع الخطط التنموية فى ابها وغيرها فى مسارها الصحيح وفق الضوابط العلمية والهندسية الصحيحتين ،اما تاريخ البلديات فى مجال التنمية فى ابها وغيرها فيجب ان يستدعى من الاراشيف ليقرأ ويفهم ثم يعالج كيا لانه آخر مراحل العلاج واول مراحل اصلاح البناء .

 >

شاهد أيضاً

بإشراف من مدير فرع " فنون " بيشة
 
إشادة من المتدربين والجمهور لورش المسرح من ” الفكرة إلى الخشبة “

صحيفة عسير – حنيف آل ثعيل : بإشراف من مدير فرع جمعية الثقافة والفنون ببيشة …

تعليق واحد

  1. للاسف نرجع ونقول ان الوضع ما راح يتغير في حالة عدم وجود مراقبة ومحاسبه ع المشاريع

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com