مطر ….مطر

الدكتور _صالح الحمادي

قرأ سكان السعودية ( الفاتحة ) على عقود الباطن التي كشف عيوبها وثقوبها مطر  السماء، وعرفوا أن هذه المشاريع التي كانت تعتبر ( البقرة ) الحلوب قد ولى زمنها بالحزم والعزم ، مقتدين بـ ( آل عمران ) ودعاء الأطفال والمغبونين و( النساء ) ، منتظرين ( المائدة ) والخير و ( الأَنْعَام ) بعد هطول عدالة السماء، ملتزمين بعوائد الاسترحام و( الأعراف ) التي كان يسير عليها الأجداد مترقبين خير ( الأنفال ) و الاستغفار و( التوبة ) مهتدين بهدي  ( يونس ) و ( هود ) و ( يوسف )  عليهم السلام.

في ليلة ( الرعد ) على المدن السعودية قرأوا فيها ( إبراهيم ) تحت الشجر وحول ( حِجْر ) السقائف كأنهم خلية ( نحْلٍ ) تتذكر ( الإسراء ) والمعراج، ليناموا على سمفونية المطر المنهمر في ( كهف ) مشاريع تصريف السيول، مستلهمين قصة ( مريم ) و(طه) وقصص ( الأنبياء ) منتظرين موسم ( الحج ) لبدأ العد التنازلي على تصريحات الوزراء الذين تسابقوا لزيارة أبها عاصمة السياحة العربية ووعدوا وعد ( المؤمنين ) أمام أمير ( النور ) المواطن فيصل بن خالد بن عبد العزيز ولن تمر تصريحاتهم ووعودهم في مهب الريح فبيننا وبينهم  يوم ( الفرقان ) ليمدحهم (الشعراء ) في معلقاتهم وسيشهد على كلامهم مخلوقات الله بما فيها ( النمل ) الذي سطر أروع َ ( القصصِ ) للبشرية في الاتحاد والتعاون ولم يصبهم وهن ( العنكبوت ).

أتوا الوزراء بقضهم وقضيضهم متعقبين تقرير المطر الذي لا يكذب ولا يتجمل وشاهدوا مشاريعهم التي نفذها رجيع الشرق وبقايا الغرب من بلاد ( الروم ) وقدموا  لحراس الفضيلة وصايا ( لقمان ) لعل محرري عقود الباطن يسجدون لله ( سجدة ) شكر أن بقيت المدينة السياحية الأولى في السعودية تطفح على سطح الجبل، تاركين   ( الأحزاب ) ، في غيهم مع أهل ( سبأ ) يعمهون وبيننا وبينهم ( فاطرِ ) السماوات والأرض.

ذهب أهل الغواية إلى أن كوارث الفيضانات والأمطار وقعت على كبرى المدن العالمية ، ونحن نتفق معهم، لكن كوارثنا ليست من السماء بل من المشاريع الوهمية وخيانة الشيطان في ثنايا العقود لذا سنقرأ ( يسٓ ) و( الصافّاتِ ) ولن نبحث عن سين السؤال ولا ( صاد ) الجواب فلسنا من ( الزُّمرِ ) الذين يساقون ، فالرب ( غافر ) الذنبِ الذي ( فُصِّلت ) آياته يغفر لمن أمرهم بينهم بـ ( الشورى ) ولن أمارس بعد زيارة مطر السماء ( زخرفِ ) القول ، ولكن أقول لمن زينت له النفس الأمارة بالسوء أعلموا أن الدنيا كـ ( الدُّخان ) ، وستأتون مع أمم ( جاثيةً ) ، ومع أهل ( الأحقافِ ) هناك تلتقون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، معكم صحيفتكم وعقودكم ومعنا شفيع الأمة  ( محمد ) صلى الله عليه وسلم، هناك  ( الفتح ) المبين ، وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ظلل مبين ، وتذكروا عقود تنفيذ الـ( حُجُراتٍ ) ، وغرف التفتيش بدون تمديدات من تحت و ( قافْ ) وهامور الشركات وكنا نحسبها ( ذارياتٍ ) ، تبعدنا عن بطون الشعاب و( الطّور ) نشاهد ( النّجم ) ، و( القمَر ) كشهود على القاع  نسمي بالـ ( الرحمن ). من هول ( واقعة )  المطر وتحت ( الحديد ) ، ومهما كانت الـ( مجادلة ) بيننا وبينكم فيوم ( الحشر ) هو الفصل  و( ممتحنَة ) ، للعدل فقط ، سنكون حينها كـ ( الصّف ) يوم ( الجمعة ) ضد بشوت  ( المنافقين ) ؛ الذين كتبوا عقود الباطن وتجرعنا منهم القهرو( التغابن ) ، وكنا ننتظر امتلاء أفواهكم وارانبكم ومن ثم يحصل ( الطلاق ) وَ ( التحريم ) بينكم وبين هذه العقود التي شوهت  330 مدينة سعودية، وحاشيتكم ( تبارك ) لكم الرصيد الذي ذهب في علاج لحالاتكم الصحية في أرذل العمر وكأنكم لا تعلمون  ( نُّون ) وما يسطرون ولا تأثيرات يومَ ( الحاقّة ) عند ذي ( المعارج ) ، أما الذين صبروا واحتسبوا فقد أخذوا بصبر أيوب و ( نوحٍ ) عليهما السلام، ولم تحرك فيكم دعوات الإنس و( الجنّ )، ساكنا ولم يصلكم صدى ( المزّمّل ) و ( المدّثّر ) ، فانتظروا يوم ( القيامة ) مثل أي ( إنسان ) وما يتبعها من ( المرسَلات ) ، هذا هو ( النّبإِ ) العظيم الذي كنتم فيه تختلفون إذا نزعت ( النازعات ) و( عبَسَ ) وتولى عنكم دفاتر العطاءات ليتضح ( التكوير ) الإلاهي و ( الانفطار ) ، أما ( المطففين ) عند ( انشِقاق ) السماء ذات ( البروجِ ) و( الطّارق ) وما أدراكم ما طارق ربكم ( الأعلى ) وما يصاحب ذلك من هول ( الغاشية ) وانبلاج ( الفجر ) على ( البلد ) وسطوع ( الشمس ) ، وبعد ( الليل ) البهيم يأتي ( الضّحى ) لـ  ( انشراح ) صدورِ الضعفاء  لأنهم سمعوا بـ ( التّين ) ، وبدايتهم من ( علق ) ووضعهم ( القَدْر ) على ( بيّنةٍ ) من أمرهم قبل ( زلزلة ) الأَرضِ ، وكأنهم يشاهدون( العاديات ) في سبيل الله ، ولأنهم خافوا ( القارِعة ) ، ولم ينشغلوا بـ( التكاثُر ) ، وحاولوا الهروب من خسران ( العصر) و ( الهمزة) اللمزة وتركوا أهل عقود الباطن مع أهل  ( الفيل ) وخبلان ( قُريش) الذين أهملوا تصريف السيول ومنعوا ( الماعون ) عن  طوابير العاطلين.

اللهم أرونا من ( الكوثر ) واحرم ( الكافرون ) منه، فهذا هو ( النّصر ) على أبو لهب وحبل ( مسَد ) زوجته، وارزقنا ( الإخلاص ) يا ربَّ ( الفلَقِ ) وربَّ ( الناس)…

خاتمة

الاعفاء ليس حلا !!! هل نستطيع تطبيق الشرع بقطع يد سارق المليارات ؟هذا خيرا من مطر أربعين نهارا …. متى نطبق ؟ وكم مسئول سيحتفظ بكفه اليمنى؟>

شاهد أيضاً

العمل التطوعي

بقلم الكاتب/ خالد ال سعد العمل التطوعي هو من أهمّ الأنشطة الإنسانية التي تعزز من …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com