كثيرون هم الذين تحدثوا عن عقد الرعاية الذي وقعه النادي الأهلي مع “القطرية” وكثير الذين فسروا مردوده على الحركة الرياضية بصفة عامة، أما أنا فإنني أنظر لمثل هذه الاتفاقيات وهذه المسارات على أنها تزرع السلام والوئام بيننا وبين الآخرين، وتجعلنا في دوائر الضوء الإيجابية لا السلبية.
أهل الحل والعقد على مستوى القمم السياسية لهم لغة محددة ومتحركة حسب الظروف وحسب المتغيرات وحسب المصالح، لكن أهل المسار الثاني من رياضيين ورجال أعمال ومثقفين وصحفيين يستطيعون تقريب العلاقات، ويستطيعون خدمة شعوب بلدانهم أفضل، ويستطيعون نشر السلام والوئام والحب والتعاون كما هو حاصل بين الدول الأوروبية التي اختارت المسار الثاني بدلا من مسارات الدين والسياسة.
لا تهم المكاسب الثنائية بين الأهلي والقطرية، الأهم الشركة السعودية القطرية وما تحققه من انتشار خلاق وتواصل متناغم، يسند ذلك مشهد الجماهير الأهلاوية في لقائها الدوري أمام النصر الذي فتح آفاقا جديدة بين أبناء العمومة في البلدين، وسيفتح المجال أمام الرعاة الخليجيين، وقد أسهم من قبل سامي الجابر بشعبيته، وفعل الشيء ذاته محمد عبده ـ ومحمد عمر، ورابح صقر، في سوق واقف، ويستطيع كل مميز وكل رجل أعمال خدمة بلده بالانتشار والتقارب وفتح قنوات تواصل لتغذي التسامح والتقارب وتدحر الكراهية والبغضاء.
يستطيع أهل السياسة دعم تحركات المشاهير لفتح قنوات تواصل تقرب العلاقات بين شعوب المنطقة، وسيجدون الطريق مفروشة أمامهم بالورود إذا نجح المشاهير في نقل قيمهم ومكانتهم للساحتين، ومن ثم نشر العلم والحضارة والرياضة والثقافة والصناعة والاستثمارات بدلا من تسويق القلاقل والفتن التي تؤسس للبغضاء والجفاء والتخلف.. اسألوا عن حمام السلام في مفاوضات الأهلي والأشقاء القطريين، لتفتح لكم أبواب السماء.
صالح الحمادي
>