يحيى العلكمي
البيوت من أهلها، والمدن من قاطنيها، والمرء بأصغريه قلبه ولسانه، وما من مجتمع تجاهل قيمه ومبادئه وسلوك أفراده، ولم يعمل على تقويم ذلك كله إلا شاعت فيه الفوضى والعبث، وكانت أهدافه ومراميه في التحضر والتنمية كرماد تذروه الرياح، ثم لا يلبث أن يستحيل مجتمعا طاردا، ينفر عنه الناس، وتنزوي عن طريقه المحامد.
لم تكن (أبها) يوما إلا مرتعا هنيئا، ومصطافا خلابا، ومهوى لأفئدة الحالمين بالطمأنينة والهدوء وراحة البال، يشمل ذلك كلّه جمال طبع أهلها، وكرم وفادتهم، وحرصهم اللافت على أن ينعم زوارها بما يريح خواطرهم ويجلو عنهم نصب الحياة ووعثاءها.
أبها مدينة الشعراء والمحبين، حاضرة العزة والكرامة والسؤدد، ربة الذوق والكياسة واللطف والبهاء، أيقونة التحضر والتعايش والاستقطاب والحوار، الفضاء الرحب للمبدعين وشداة الرقي والألق. فما الذي عكّر صفو “البهية”، وأهرق دمعتها، وجعلها تبدو منكسرة حزينة؟
إن ما رافق الاحتفاء بأبها عاصمة للسياحة العربية لهذا العام، وما أعقبه من عبث غير مسؤول، وأفعال مشينة لا يقدم عليها إلا عديم أخلاق، وضعيف نفس، ليجعلنا نطرح الأسئلة الأهم والأكثر عمقا:
لماذا يحدث هذا ومن شباب المنطقة نفسها، وفي يوم الاحتفاء بها، وعلى مرأى ومسمع من ضيوف الحفل الذين هم ضيوف الوطن في احتفاء بإحدى أهم مدن الوطن؟
تدمير المرافق العامة، وتحطيم المقدرات، واعتلاء سيارات الدفاع المدني، وإعاقة حركة الناس في الشوارع والطرقات، الزعيق والنهيق، والملابس والأشكال القذرة، الألفاظ النابية الخادشة، والنظرات المتحرشة، هل تنمّ عن سياحة نظيفة في عاصمة السياحة؟
هل يكفي أن نعقد موعدا للحفل، وندعو الضيوف، وتطلق الألعاب النارية في السماء، فيما الواقع على الأرض لا يتماهى ولا يتماشى مع الشعار المكتوب على كل لوحة وفوق كل بناية؟
أ لسنا –الآن وقبل أي خطوة- في أمس الحاجة إلى التعامل بحزم مع كل هذه الكائنات المشوهة للمشهد، وقبل أن تفكر في فعل شيء؟
إن على كل مؤسسة تحتضن الشباب وترعاهم مسؤولية عظمى في التوعية والتبصير بمعنى الانتماء إلى وطن، معنى ومفهوم المسؤولية العامة والخاصة، معنى أن تكون فردا متحضرا في كل شؤونك وأفعالك.
وإن على المؤسسات الرقابية والأمنية أن تسعى إلى إيقاف هذا النزيف المتدفق من الضحالة والتدني، وأن توقف الانهيار الأخلاقي في شوارع المدينة الرؤوم، وبيد صارمة جادة.
أبها مدينة محترمة، فاحترموها يا رعاكم الله.>
أتحدى وأراهن إن كان من فعل ذلك أبناء مدينة أبها أو القرى التابعة لها ولو تم القبض على المتسبب ستجد كلامي صحيح وتدرك مدى ثقتي في أبناء مدينتي،،، هؤلاء التخريبيين أعداء الجمال والنجاح هم من محافظات تابعة لمنطقة عسير وليس لها علاقة بابها في الأصل إنما هي محافظات تابعة اداريا لمنطقة عسير لا علاقة لهم بابها ولا بأبنائها فابناء ابها موجودون بها طوال العام لماذا ولم نرى منهم اي خراب او دمار لماذا لم يأتي الدمار الا تلك الليلة وهم متواجدون بها طوال العام ولم يحدث منهم شي هكذا، هذا دليل على صحة كلامي