التبذير والإسراف في حفلات الزواج

ان الاسراف والتبذير داء فتاك يهددالامم والمجتمعات ويبدد الأموال والثروات ، وهو سبب للعقوبات والبليات العاجلة والآجلة ، فمن ذلك ان الاسراف سبب للترف الذي ذمه الله سبحانه وتعالى ،وعابه وتوعد اهله في كتابه اذ قال (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ). سورةالواقعة. آيه 45 ، والإسراف في الزواج ليس محصورا على ميسيروا الحال بل يتعدى الى متوسطي الحال والذين اقل منهم ، حيث يأخذون القروض ليتنافسون ويتباهون بالمظاهر الخداعة ، ومن مظاهر الاسراف ان بعض الأسر تستأجر صالة تستوعب 500 مدعوة ،ممايكلفهم اكثر من50 الف ريال ،ولا تحضر الا 200مدعوه بالايضافة الى تكاليف الكوشه وديكور الصاله ،كذلك بالايضافة الى الورود وصالة العشاء يشملها الديكور.، بالاضافة الى العشاء الذي يكون اكثر من النصف مسيره الى القمامة وربما القليل منه للجمعيات الخيرية اذا كلوفوا بذلك ،كل هذا يزال بعد اربع او خمس ساعات . ايضا احضار المطرب والمطربة ويدفع لهما المال وتقدم هدية للمطربة تقديرا لها لانها قبلت الحضور . وفي بعض الزواجات احضار فرقه شعبيه تستعرض الرقص الشعبيي من اول الصاله الى آخرها ،كل هذا ليس مجانا . بالايضافة الى صالة الرجال وما يتبعها ، ولا ننسى بطاقات الزواج التي تصمم وكأنها لوحة فنية سوف تعرض في معرض دولي وتكون بأغلى الاثمان ايضا عبئ على من يوزعها وتكلفةالمشاوير ، كل هذا وبعد الزواج مسيرها القمامة ،أليس من الافضل ارسال رسالة نصية على الواتساب تصل لكل المدعوين أسرع وأسهل حتى لا ياخذ احد على خاطره لعدم وصول بطاقة الدعوة له. بالاضافة الى هذه التكاليف الكوافيرة التي تاخذ على العروس اقل شئ 3000ريال وأم العروس واخواتها لهم حساب آخر ،ايضا المصورة كذلك الخادمات اللاتي يضيفن المدعوات ، ومن مظاهر الترف ايضا سفر العروسين لقضاء شهر العسل وما يترتب عليه من مصروفات كان من الممكن الاستغناء عنها. وتقول احدى الأمهات لقد قرر ابني ان يتزوج فقمنا بخطبة فتاة ثم وافق الاهل وايضاً الفتاة ولكن بشرط الا وهو ان يقام الزواج في أفخم الفنادق وكثير من الطلبات التعجيزية ،. والنتيجة اننا لم نتفق ،والله سبحانه وتعالى ذكر في كتابه الكريم يذم الاسراف حيث قال
﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف]آيه31 ، ومن مساوئ الاسراف في الزواج ان العروس لا تتمتع بحفل زواجها حيث لا تبقى في الصاله الا ساعة او اقل وهذا رأي كثير من البنات . وليس كل الأسر تحب التفاخر والتباهي بالمظاهر،بل تقول احدى الصديقات عندما تقدم شاب لابنتي وقدم المهر حيث ذكر انه غير قادر على تكاليف الزواج وطلب ان يكون الزواج مختصرا ، فقد قمنا نحن بحفل بسيط على حسابنا وبتكلفة اقل وبدعوة الأقرب فالأقرب . وكذلك سألت بنت مقدمة على الزواج عن الصعوبات التي واجهتها في التجهيز ؟ فردت بحرقة قائلة لقد عملت ميزانية لشراء فستان زواجي فوضعت أربعة آلاف ريال ولكن فوجئت ان اقل فستان ب عشرة آلاف ريال وعدلت عن الشراء وفكرت في التأجير وعرفت ان اقل سعر لتأجير الفستان هو 5000ريال ودفع تأمين على الفستان 1000ريال . ولو قارنا بين الزواج في السابق والحاضر فلا بد ان يكون هناك فرق كبير ففي السابق يقام الزواج في سطح المنزل حيث يتم حضور الاهل والجيران وغيرهم ، ولكن ما أقوله فلنترك طريقة الزواج في الحاضر وفي الماضي ولنقلص التكاليف المرهقة ،حيث تتفق الأسر بإقامة عشاء في منزل اهل العروس وتناول العشاء والتعارف فيما بين الأسرتين ليقضواوقتا سعيدا معا حيث يكون لا ضرر ولا ضرار .وفي الحديث عن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا ضرر ولا ضرار ) ، حديث حسن رواه ابن ماجة والدارقطني وغيرهما مسندا .

بقلم : أ.نورة السماعيل>