بقلم _ ألمعية:
أنا حزينة كمدينة مات كل سكانه، و خربت كل بيوتها، و أحترقت كل حقولها، وطارت كل عصافيرها،وجفت كل ينابيعها.
أنا حزينة كمن غادر وطنه للأبد .
أنا حزينة كمن مات وحيدها في صبيحة العيد.
أنا حزينة كعصفورة في قفص من حديد لن تغادره إلا بعد موتها.
أنا حزينة كسفينة محطمة على ذلك الشاطئ البعيد ،لجزيرة مهجورة تماما.
أنا حزينة كميت ظلما ،وبلا كفن، ولاقبر تتناوشه ذئاب الفلا حتى أفنت جسده.
أنا حزينة كطفلة فقيرة، أعطيت بعضا من الحلوى ،ثم خطفت حلواها من يدها بغتة.
أنا حزينة كعاشقة فارقها حبيبيها للأبد.
أنا حزينة كلليلة أكتمل فيها البدر، لكنه كان كاسفا.
أنا حزينة كمسافر ودع أحبابه على أمل أن يعود لهم قريبا، ثم مات في الطريق.
أنا حزينة كرسالة أضاع عنوانها ساعي البريد، فلم تصل إلى صاحبها أبدا.
أنا حزينة كدمعة سقطت، ثم لم تجد يدا تمسحها.
أنا حزينة كنفسي.>