انتابني شعور منذ أن رأيت إعلان ( ألهم ) بأنه شيء عظيم بداخله ، ولكن ترددت بالحضور خوفا من أن يضيع وقتي سدى بلا فائدة ، حتى جاءني اتصال من شركه أرامكو بان أكون موجودة بالبرنامج كضيفه شرف عندها تأكدت بان البرنامج سيكون مميز بما أن شركه أرامكو هي القائمة عليها مع إثراء ،
رافقتني ابنتي التي لم تتجاوز 14 من عمرها لتأخذ وتبدأ حياتها بنظره ايجابيه مع هذا البرنامج ، عندما بدأت إحداث البرنامج وتوالت الإلهامات وقصص الملهمين تأكدت بداخلي بأنه لايوجد بهذا الكون من ينطبق عليه مقوله ” انه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب” ، فكل ناجح قد عانى وتحطم ولقي من الأذى والاستهزاء لم يجده غيره الذين يعيشون على روتين يومي من البيت للعمل والعكس ويتنقل بين الدواوين والمناسبات ويحمد الله أن له راتب يعيش به فقط ،
واستمر الملهمين بالتحدث حتى وصل الدور إلى أكثر ملهم اثر بي واعتقد بالحضور جميعا الذي تجاوز 4000 شخص ، فهذا الملهم رأيت معاناته بنفسي وسمعت ما حصل له ومع ذلك مازال واقفا على قدميه ويجتهد مقفلا أذنيه عما يسمع من حوله من احباطات ، الملهم والفنان والكاتب محمد اليوسي أبكى من بالمسرح من دموعه ، ولأني اعلم جيدا بان دموع الرجل لاتخرج بسهوله وان خرجت فهي من حرقه شديدة بقلبه ، حاول اليوسي أن يمنع خروج الدمعة لكن العبرة خنقته ، عندما كان يتحدث عن استهزاء المجتمع به وبفكرته للجراكل وأصبح حديث الجلسات والفضائيات مستهترين به وبفكرته وكانت والدته تقرا ما يقال عنه وتبكي على ولدها وكيف المجتمع يفعل به هكذا ، ومن دموع والدته أصر اليوسي أن لايتوقف بسبب هذا الإحباط الذي حصل له ، وعليه أن يثبت للجميع انه ناجح وأفكاره ليست محط للسخرية فانشأ حديقة ملهمتي بكذا محافظه من محافظات عسير و التي كانت حديقة مميزه استخدمت فيها مكونات البيئة ومن يأتي إليها يشعر فيها بحب الحياة مع البساطة والإبداع ، وكانت بالتعاون مع فنانين عسير والتي أعجب بها الجميع وتغيرت نظره المجتمع حوله ، هنا خرجت دموع فرح اليوسي فقبل قدم ورأس والدته أمام الجمهور لأنها كانت ملهمته بالنجاح فدموعها أحرقت قلبه والمجتمع لم يحترق ،
من السهل أن يستهزئ أي شخص بأفكار غيره ويسعد بأنه أوصل هذا الاستهزاء ترندات بوسائل التواصل الاجتماعي ، لكن لا يعلم صعوبة الألم والجرح الذي سببه لغيره ، لكن الناجح هو من يتعلم من احباطاته ويسير ويقفز قفزات ليصل للنجاح راميا ورائه كل العقبات ، أما الفاشل هو الذي يحبط غيره ويستهزئ به لأنه رآه ناجحا وانه لن يصل لأفكاره ،
متى تقف هذه المهزلة والاستهزاء بالآخرين ، لماذا دائما عيننا عين ناقده لاترى إلا الشيء السيئ ، لماذا لانأخذ بيد من بدا يخطو خطوات النجاح ، لماذا نسعى ونتلذذ بإحباط غيرنا، ومتى مانجح حاولنا أن نتقرب منه بعدما كنا سببا في فشله
أتمنى أن تتغير أفكارنا وطريقتنا في التفكير وان ننظر للحياة وللآخرين بنظره ايجابيه حتى نعيش حياه ملئها الحب والتفاؤل وملهمين لغيرنا .
سامية البريدي
كاتبه وإعلاميه وقاصه
Sam99iah42@gmail.com>