التطرف الراديكالي النسوي

بقلم أ. ماجد أحمد آل مشافي 

تقوم هذه الفكرة على إيمانها التام بأن السلطة الذكورية هي أصل البناء الاجتماعي لفكرة النوع ( الجندر) وترى أن هذا النظام لايمكن إصلاحه إلا بالقضاء عليه سياسيًا وثقافيًا وإجتماعيًا ، وهذا مايمثل إعلان حرب ضد ماهو بيولوجي أيضًا ، ومايؤكد ذلك الأمر هو ماذهبت إليه أحد رموز الفكر النسوي ( تاي جريس اتكينسون )في كتابها أوديسة الأمازون ١٩٧٤م بأن النسوية الليبرالية ليست عديمة الفائدة فحسب بل أسوأ من ذلك .
وليس هناك شك بأن الراديكالية النسوية هي تطرف لايقل شأنًا وخطرًا عن تيارات التطرف الأخرى . إذ أن مجرد التفكير في إلغاء الآخر وإقصائه ، هو بالضرورة مفضٍ إلى محاربته والنيل منه وهذا باعتقادي مايعد تطرفًا بالمفهوم الواسع للتطرف ، وإذا ماتأملنا تجليات هذا الفكر المتطرف على مستوى الوطن العربي بالعموم سنجد أن الأمر لم يشكل ظاهرةً تستحق الدراسة والبحث بعد ، وإنما أحببت أن أشير وأن ألفت الانتباه إلى أن هذا الفكر الذي لم يزل يكسوه الرماد ليخفي اتقاده وتوهجه ، بدأت ملامح ظهوره تغزو وسائل التواصل الإجتماعي وخصوصًا تويتر ، حيث تنشط أسماء ومنظمات خفية محاولةً بث هذا الفكر والترويج له في الداخل السعودي متذرعةً بقضايا التعنيف والولاية وخلافه ، ولاأدل على هذا الأمر من قضية هروب الفتيات للخارج وخلع رداء الدين والقيم المجتمعية السائدة في محاولة البحث عن إنتصار وهمي ضد سلطة الذكر ، ومن المؤسف حقًا أن يتم تسطيح هذه القضايا في الإعلام بعيدًا عن الأبعاد الفكرية والأيديولوجية المخبوءة في هكذا حالات . إذ أن تناولنا للجذور التي نهض عليها هذا الفكر كفيل بخلق حالة من الوعي لدى المتلقي من جهة ، ومن جهة أخرى فإن ذلك مدعاة لمراجعة المحتوى الإعلامي الموجه من الخارج ضد نسيجنا الإجتماعي المسيج بقيم وتعاليم راسخة ، ومواجهة هذا المد من الداخل أولًا ثم من خلال المنصات التي تنشط خلالها هذه الحملات التي تدار من الخارج . ولعلي أشير هنا إلى الدور الإيجابي الذي يمارسه بعض الأفراد المبتعثين في الخارج من خلال كشف هذه الحملة وأبعادها وتجلياتها ولكن هذا الجهد بقي محصورًا في عملية المواجهة المباشرة لهذه الحملات ولم يستهدف الوعي الذي أراه ضروريًا وحاجةً ملحةً لكسر حدة هذا الصوت وإخفائه .>

شاهد أيضاً

يردد البعض الراتب مافيه بركة!!

عبدالله سعيد الغامدي. الراتب ما فيه بركة اولاً البركة في وجه الله سبحانه يمنحها لمن …

تعليق واحد

  1. مقال رائعة .. والأجمل محاولة العودة لجذور الظاهرة..
    وإن كنت أرى أن ما يُبث في مواقع التواصل الاجتماعي ليس إلا مطالبة بتمكين المرأة واستيفاء حقوقها.. دون إلغاء دور الرجل.. فلا يمكن أن يستقيم المجتمع دونه والعكس كذلك.. ولا أرى فيما يطرح بمواقع التواصل محاولة لإلغاء الرجل بتاتا…

    رائع أ. ماجد مقال موفق ومثري ..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com