بقلم – متعب بن علي الاسمري
تطالعنا وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام ما ترصده كمرات المراقبة للأماكن العامة أو الخاصة من تعدي صريح لأشخاص يقتحمون محلاً تجارياً أو سيارةً أو فرداً من الأفراد ، وتحت تهديد السلاح يتم تجريده من ما يملكه من مال أو سيارة أو جوال أو غيرها .. وقد يصل الأمر والعياذ بالله الى الإعتداء على النفس بالقتل أو بالطعن أو بالضرب وغيره ، وقد يقتل نفساً بريئة ثم لا يجد بعدها الا بضع مئات من المال الحرام .
جريمة السرقة والسطو المسلح جريمة من الجرائم الكبرى الموجبة للتوقيف ، وهي من كبائر الذنوب ، ومن الجرائم المتفشية الموجودة في أغلب المجتمعات وفي شرعنا وديننا جاء التحذير منها بالعقوبة المغلظة واللعن والطرد من رحمة الله وجاء في آخر السور نزولاً وهي سورة المائدة بيان حد الله في السارق: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة المائدة:38/ عز سبحانه وتعالى فحكم؛ فقطع يد السارق.
وكان أول ما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم العهد على أصحابه في بيعة العقبة -وهم في مكة، وكان المسلمون في حال الاختفاء-، على “ألا يشركوا بالله شيئاً، ولا يسرقوا، ولا يزنوا”
وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم لاعناً السارق، مبيناً دعاءه عليه بالطرد والإبعاد من رحمة الله: (لعن الله السارق؛ يسرق البيضة، فتقطع يده، ويسرق الحبل؛ فتقطع يده) [رواه البخاري (6783)، ومسلم (1687)]رواه البخاري ومسلم وغيرهما، فالذي يسرق في البداية الشيء اليسير كالبيضة والحبل، سيؤدي به الأمر إلى أن يسرق شيئاً ذا قيمة، فتقطع يده في النهاية. وأخبر عليه الصلاة والسلام أن السارق عند سرقته لا يكون مؤمناً، لأن الايمان يرتفع منه : (لا يسرق حين يسرق وهو مؤمن) .
وجريمة السطو المسلح بأن يتفق إثنان أو ثلاثة أو أكثر على الهجوم على محل معين أو شخص أو بيت، فيسلبون ما فيه تحت تهديد السلاح ، قلدوا عصابات الغرب في الأفلام وألعاب البلايستيشن، وأخذوا الأفكار من تلك الأفلام، ليطبقوها على الناس ، ظناً منهم أنها شجاعة ، بل هي وضاعة ولؤم وجبن بعد أن نُزع خوف الله من قلوبهم، زال الإيمان، وإذا زال الإيمان ونزع فلا أمان !
هذه الجريمة جرّت الى ماهو اعظم وهي جريمة الاعتداء على النفس وما دون النفس، وغالباً ما يكون السبب الرئيسي هو اعتداء على الأموال، وإذا اعترض صاحب المال على عملية السرقة كان الثمن إزهاق روحه ، والله جل وعلا يقول : ( ومن يقتل مؤمنا متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً )
>