بقلم الدكتور/ صالح الحمادي
“القزمية” مفردة يألفها سكان منطقة عسير وخاصة سكان العاصمة الإدارية “أبها”، وكانت هذه العبارة دارجة على اللسان قبل خمسة عقود، وهي بالمختصر عبارة عن تفسير لكلمة ” الكشتة” حاليا.
هذه المفردة ذات وقع موسيقي على إذن المتلقي، ويزداد التناغم معها عندما يمارسها الإنسان عقب صلاة الفجر مباشرة في البر وتحت الأشجار الوارفة يجدل اشعة الشمس برواقة، وهدوء النسيم العليل.
عاودت ممارسة ” القزمية ” مؤخرا داخل المنطقة ، وشاركت في عدة طلعات خللا الشهرين الماضيين، وخرجت بتجارب جميلة ومريرة في أنا واحد ، فالطبيعة الخلابة تغري الأسر، والأصدقاء لقضاء أوقات سعيدة في هذه الأوضاع الأمنية الأمنة، والمناخات الجاذبة، وهذه المشاريع الخدمية العديدة، وزاد من مساحة الارتياح والسعادة تلك الجموع المنتشرة في منتزهاتنا الوطنية وفي المواقع الأثرية والقرى السياحية بمشاركة من هيئة السياحة عبر مجموعات من المرشدين والمرشدات الذين سيكون لهم بصمة في مستقبل السياحة بمنطقة عسير.
الأشياء السلبية التي أوجعت مشاعر الكثير من مرتادي المنتزهات الوطنية ” القرعاء – الجرة ” هي تلك الشبوك التي تحرم الناس من الاستمتاع بهذه المنتزهات الطبيعية الخلابة، بل إن الزوار لهذه المنتزهات من خارج المنطقة عبارة عن ضيوف عند الأمارة، أو الشركات والغرفة التجارية، بينما سكان منطقة عسير محرومون منها على مدار العام ، والجميع يتساءل متى تطرح هذه المواقع على شركات استثمارية ويتم تشغيلها بمنهجية احترافية يتساوى فيها الوزير والغفير.
الشيء المزعج أيضا من خلال ” القزمية” تلك الخطورة التي شاهدتها في الطرق التي تربط بين سراة المنطقة وتهامة حيث الانهيارات الصخرية التي تشكل خطورة بالغة على عابري هذه الطرق، ولا يوجد أثر لشركات الصيانة، ولا نعلم هل الوزارة تعلم ذلك أم تتجاهله كما هو تجاهلها للمنطقة برمتها.
أما أخر مشوهات بصرية في ” القزمية ” فهي كمية النفايات التي تبقى خلف مرتادي هذه المنتزهات، فلايزال رمي النفايات وتركها على المسطحات الخضراء ثقافة تحتاج إلى تفعيل قرارات العقوبات المعتمدة من الجهات العليا وسرعة التطبيق في منطقة عسير قبل غيرها.
>