بقلم الكاتبة / منار مليباري
منذ ابتداء العد التنازلي لحلول عيد الفطر المبارك الذي يأتي معلنا رحيل شهر رمضان المبارك ، شهر الصيام الذي استفرد من بين بقية شهور السنة بروتين يومي ونمط حياة مختلف ، تبدأ العائلات بالاستعداد لعودة برنامجها الروتيني المعتاد المرتبط ارتباطا وثيقا بالنمط الغذائي المتبع قبل حلول الشهر الكريم ، حيث تتعدد الوجبات وتكثر المسليات و الوجبات الخفيفة التي لعل من أبرزها في أوائل هذه الأيام السعيدة القادمة هي ” حلويات العيد ”
تتربع ” حلويات العيد ” بالرغم من أنها من المفترض ألا تتجاوز كونها ” مسليات خفيفة ” على قائمة المأكولات التي لا يكاد يخلو منها اجتماع أو مائدة في هذه الأيام ، حيث تتنوع ألوانها وأشكالها ومكوناتها ما بين تفضيلات الكبار و فرحة الصغار يتقاسمونها بينهم بسعادة غير مدركين ما تحتويه معظم تلك السكاكر المغرية على قنابل موقوتة إن لم تتم مراعاة الاعتدال في تناولها لما تكتنزه من كميات هائلة من السكر والمواد المضافة كالملونات والنكهات المختلفة والمواد الحافظة بالإضافة إلى الزيوت المهدرجة حسب الأنواع المقدمة ، ولعله لم يعد يخفى على معظمنا تلك الأضرار البالغة التي قد تسببها مثل هذه المواد على صحة الجسم عموما ابتداء من ارتفاع مقدار الكالوري المتناول الذي ينتج عنه زيادة الوزن وحتى الأضرار الصحية الاخرى التي قد تظهر على المدى الطويل
ولكن هل يعني هذا الامتناع تماما او منع الاطفال عن تناول أي من تلك “المفرحات” في أيام الفرح السعيدة ؟
الحقيقة بأن هناك العديد من الطرق التي من المفيد جدا اتخاذها كوسيلة للوقاية أو حتى التخفيف من وطأة ذلك القدر الذي لا يستهان به من الملوثات الغذائية المغرية ، فيمكننا مثلا :
_ صنع حلويات منزلية : ان عمل الحلويات يدويا في المنزل مع اتخاذ طرق صحية في اعدادها وتقديمها بمظهر جذاب يعد خطوة فائقة الذكاء حيث أن ذلك من المتوقع أن يخفف الكثير من المواد الغير مستحبة ، فيمكننا إضافة المحليات الصناعية المناسبة بالكميات الآمنة لكل منتج مع التقليل من كمية السكر الأبيض العادي ، كما يمكننا استخدام الزيوت النباتية بدلا من تناولها كزيوت متحولة ” مهدرجة ” والتي يكثر استخدامها في المنتجات الصناعية المختلفة ، بالاضافة إلى أننا لن نضطر لاستخدام المواد الحافظة وحتى الملونات الصناعية !
_ عدم إهمال الأطعمة الصحية : تناول الوجبات الرئيسية بانتظام مع الحرص على تنوعها وارتفاع قيمتها الغذائية و تناول الخضراوات والفواكه ، كل ذلك سيساعد كثيرا وبشكل تلقائي في التخفيف من الرغبة في الاكثار من تناول المأكولات الجانبية كالحلويات مما يساهم بشكل فعال جدا في ضبط كمية الكالوري المتناولة وكذلك المواد الأخرى
_ شرب الماء : تناول الماء بكميات كافية لا يقل اهمية عن تناول الاطعمة الصحية ، فكثيرا ما يخلط الانسان بين الجوع و العطش او نقص كمية الماء في الجسم مما يدفعه للتسلي بما يجده في متناول يديه من مقرمشات لا تكاد تسلم غالبا من كونها حلويات ملوثة
_ التقليل من شرب العصائر أو حتى إلغاءها : بما أنه لا بد لنا من تناول ” حلاوة العيد ” في هذه الايام بأي شكل من الاشكال فلا داعي ل ” زيادة الطين بلة ” بإضافة الكثير من السكريات و الكالوري مع المواد المحتملة الأخرى عن طريق هذه المشروبات
_ ألعاب العيد : الاكثار من تناول الحلويات و المسليات الجانبية قد يكون في كثير من الأحيان مجرد وسيلة للتعبير عن الفرح والسرور وملء ذلك الفراغ الناتج عن تجاهل حاجة الانسان ورغبته الطبيعية لإظهار البهجة والمرح ومشاركتها مع الآخرين ، فلم لا نتعاون معا لملء تلك الرغبة بالمرح وشيء من اللعب والزينة بدلا من تفريغ جل طاقتنا في تناول الطعام ؟
أليس من الأفضل مثلا تقديم الألعاب الخفيفة والجميلة للأطفال بدلا من المزيد من الحلويات ؟!
وأخيرا فإن حلاوة العيد لا تقتصر فقط على إشباع المعدة وحدها بأنواع القنابل الموقوتة من الأطعمة الحلويات و السكاكر المتاحة إنما هناك الكثير من المظاهر الجمالية و الحركية الأخرى التي غفلنا عن كونها ” حلاوة عيد ” أجمل ، وأكثر صحة وبهجة وروحانية .>
ماشاء الله معلومات غذائية مهمة اتمنا تصل للمجمتع لكى يحذر من هذا حلويات التي هي تزيد اطفال مستقبلا من سمنة وبعض امور طبية شكرا طبيبة منار☄