بندر بن عبدالله ال مفرح
عاشت الأم أكثر من ثمانية عقود ‘ بينما إبنتها تجاوزت السبعة عقود ‘ وكلاهن قدمن الكثير لخير المجتمع السعودي والخليجي والعربي . . . . تعلمت الابنة من الام فنون الطب الشعبي بكل إقتدار في احد البيوت القديمة بحي النصب القديم ‘ الواقع على مجرى وادي النمصا بمدينة أبها ‘ والذي كان يقصده مئات المرضى شهريا . . . . حال وفاة الام مباشرة وفي ذات الموقع القديم وموقع آخر مجاور باشرت الابنة مهام والدتها لثلاثة عقود متواصله ‘ بعد قضاء الام خمسة عقود في هذا العمل الانساني الشريف دون طلب اوفرض هلله واحده على المرضى اوذويهم . . . . امراض الاستفراغ للاطفال ‘ والبكاء المتواصل لحديثي الولادة ‘ والمعدة المقلوبه ‘ والحنك المنخفض ‘ وتأخر الحمل ‘ والآم الارحام والغازات وامراض البطن وامراض اخرى تجد العلاج الشافي لها بأذن الله لدى الأم وإبنتها في مجال الامراض النسائية عموما ‘ والاطفال من الجنسين ‘ بواسطة المحط ‘ والكي ‘ وبطرق أخرى لاتتجاوز تحريك اليد على جسم المريض اوالمريضه من الاطفال والنساء . . . . تعرف رائدة الطب الشعبي في منطقة عسير ( بأمي مهره العبيديه ‘ وإبنتها بأمي فلوه العبيديه ) . . . . الام ‘ مهره بنت ظافرالعبيدي من عبيدة قحطان آل إعلي ‘ توفيت 1404 للهجرة عن عمر يناهز 80 عاما . . . الابنة ‘ فلوه بنت حسين ال شتله من ال الصقر قحطان ‘ توفيت 1434 بمدينة ابها عن عمر يناهز 75 عاما . . . . بعد صلاة الفجر ليوم الاربعاء 3 الحجة 1440 يقف شباب بجوار مسجد النصب الاعلى ‘ طالباً الإدلال على منزل (العبيديه) لوجود طفلة لديها بكاء متواصل بينما لم يجد لدى المستشفيات تفسيرا لهذا الامر ‘ فقلت له بحزن شديد توفيت الام وإبنتها وتوقف هذا الفضل الذي إمتد لأكثر من ستة عقود ‘ وحقق مالم تحققه أكبرالمراكز الطبية المتخصصه ‘ لقد استطاعت الام وابنتها القيام بأمانة الحياة وخدمة البشرية عن معرفة ‘ وثقة ‘ وليس العكس . . . . ونحن صغار في السن ‘ وأثناء مرحلة الشباب ‘ كنا على موعد يومي للأدلال على موقع (العبيديه ‘ الام وأبنتها) لمن يأتي إلى منازلنا اويصلي في مسجد الحي ‘ لان الكثير يدخل حي النصب من المدخل الرئيسي ‘ إذ لم تكن ‘ خدمة (الوكيشن متوفرة وقتها ) واسعد لحظه لدي وغيري من شباب الحي ‘ عندما نصل إلى بيت (العبيديه) ثم نشاهد السعادة على وجوه ذوي المرضى . . . . رحم الله أمي مهره ‘ وأمي فلوه ‘ وضاعف لهن الاجر والثواب ‘ ورحم الله العم ‘ عبدالله البقار المتخصص في تجبير العظام ‘ كانت مدينة ابها ‘ ومنطقة عسير ‘ تشهد عطاء هذه الكوكبة التي قدمت للإنسانية الشي الكثير بلامن ولاأذى ‘ وبدون مقابل ‘ ادعو لهم وتذكروهم وخلدو جهودهم بانصاف لانهم يستحقون الإشاده والشكر والثناء وبالله التوفيق . . . .>