بقلم :
جوري الغامدي
حين بدأت مسيرتي بالكتابة والبوح كنت أميل للقب (شدوية الهوى)
بينما لُقِّبت بالعديد من الالقاب ومنها ريحانة شدا وروح شدا ايضاً ..
كان البعض يتساءل عن محبتي لهذا الجبل وكنت اكتفي بالصمت واستمر البعض بالتساؤل
ولكنني سأجيب هذه المرة ؟
أنا تلك التي عشقتُ شدا ولم تزره
ولكن مثلما يُقال يولد الحُب من أول نظرة
عانقت شدا حُبّاً
وتعلمت منه كثيراً
أنا مازلت في مدرسةٍ شدوية ومنها وإليها أنتمي
حين كنت انزعج كثيراً وأنا طفله كنت اكتفي بأن أتأملُ
شدا واشكو له وكأنه أقرب صديقاتي وأكثر ..
حتى أنني حينما يقترب موعد إمتحاناتي كنت لا اشاهدُ واستحضرُ غير شدا؟!
شموخ شدا وقِمتّه وصعوبة الوصول لها كان مُلهمي
فأستمدّ قوتي من الله ثم منه !
مرّت سنواتي وتغير كل شيء ومازال شدا يشدو بعظمته وعنفوانه شامخاً بنفس الصورة التي رأيته بها منذ البدايات
وبقي هو عشق المكان وروح تهامة لديّ
بدأت اشاركه تفاصيل حياتي ويومياتي وكأنه دفتر مذكراتي اليومية ونصف أكسجيني ومتنفسي حين تخنقني الحياه
حتى إنني رأيته منكسراً حزيناً يجهش بالبكاء معي على رحيل أبي !
رأيت فيه المطر يسكبُ دموعه وسمعت رعده يجرُ نحيبه ورثاءاته
وحين دُفِن والدي لم أجد إلا شدا وصحتُ في وجهه :
ياشدا وينه شبيهك ؟
ومرة اشهق بالمطر لأخبره :
رحل عظيم يشبهك ياشدا
فكان صوت الرعد من اعلى جباله يتردد وجعاً معي
وتضرب الصواعق أعلاه لتثبت لي شعور هذا الجبل معي
عبرت تلك الأيام من عمر حياتي الأصعب التي كان جبل شدا يقاسمني الفقد والوجع وبات أباً روحياً أعيشه في تفاصيل حياتي الصغيرة والكبيـرة ..
هنيئاً للشدّوان بهذا المكان الذي يختلف عن البقيه حين تقترب منه روحاً تعرف حينها من أين لهم تلك القوه والصمود والعزم والهِّمه
فقد اكتسبو منه كل جميل
ليظل شدا عمق الكلمات التي تختزل كل ملامح أهله !>