(إفشاء السلام مفتاح القلوب)

.

قال تعالى: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها. صدق الله العظيم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنو ولا تؤمنو حتى تحابو اولا ادلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم – افشو السلام بينكم.

بالأمس القريب تحديدآ قبيل صلاة المغرب كنت انتظر الأذان بجوار احد مساجد ابها للصلاة استعدادآ للأنطلاق الى مأدبة عشاء دعيت لها بأحد الاستراحات.

أثناء انتظاري داخل سيارتي في الساحة المجاورة للمسجد أتى شاب عشريني بسيارته ثم أوقفها بطريقة لم تعجبني ونزل منها مسرعآ متجهآ لدورات المياه المجاوره للمسجد.

ترك الأنوار مضاءه رغم أنه لم يحل الليل بالظلام فترك لديء ذلك التصرف تصورآ خاطئآ عن ذلك الشاب وليتنا نحسن الظن خصوصآ بشبابنا فو الله أن فيهم الخير الكثير.

بعد لحضات من اختفاء الشاب اطفأت أنوار سيارته التي وقفت أمامي فعلمت أن تقنيتها متطوره وانا وانتقادي من بقايا الأمس..!!!!

بعد الأذان مباشرة توجهت للمسجد يسبقني بخطوات ذلك الشاب مشمرآ عن ساعديه ويقطر منها إثر الوضوء.

سبقني لباب المسجد الذي يتواجد حوله مقيم يبيع المساويك اشترى منه الشاب مجموعة مساويك وحينما مكثت أخلع حذائي وانحيه أكرمكم الله ثم بادرني نفس الشاب بتحية الإسلام ممزوجة بأبتسامه جميله شملت في نظري ابتسامة صدقة وكلمة طيبه صدقة…!!!!

فردد بمثلها فاردف كيف حالك يا والدي العزيز. فقلت في نفسي لعله عرفني وردد عليه بخير لله الحمد والشكر.

فقال:ارجو ان تقبل مني قبله على رأسك ومعها هذه الهديه المتواضعه وأشار بيمناه التي تحمل عدد من المساويك لأختار الأفضل واخترت الجيد منها في نظري وكلها متساويه ثم شكرته بكلام تملأه العبرات حينما أحسست أنني جرت بالحكم عليه في الوهلة الأولى حينما أوقف السيارة باستعجال وفضلت أن لا اعتذر وانا المعتدي واخفيت ذلك في نفسي وضمن المي..!!!!

دخلنا المسجد سويآ وحينما رأي خطواتي متعثره امسك بيدي لمساندتي حتى وصلنا خلف المكان المخصص للأمام تمامآ بأعتبارنا اول الواصلين بالصف الأول..!

صلى بجواري ركعتين كنت اسارقه النظر وأسمي عليه وابارك له فلم أرى أهدى واجمل من أداءه لها..
ثم سلم ورفع يديه داعيآ بما في قلبه لملك الجبروت والروح وتمنيت أن يدعو لي لثقتي بالله انه بارآ من بيت ببره موفقين ربوه فأحسنو التربيه ودعو له فهداه الله لأحسن الخلق وربما تكون دعوته مستجابه..!!!

حينما أنهينا الصلاة وبعد تمام الأدعية البعدية للصلاه رأيت بجواري في الجهة المقابله ذلك المعلم الرائع ذو الخلق الرفيع والأسلوب الهادي الجميل الذي لم أره منذ عشر سنوات أو تزيد انه كان معلم لأحد أبنائي في الابتدائية النموذجية بأبها والذي تقاعد منذ سنوات مضت.
فسلمت عليه وتذكرته جيدآ بوجهه البشوش حينما كنت ازوره في المدرسه لمتابعة ابني فعرفني ولم ينسى اسم ابني رغم كثرة الطلاب بالنموذجيه الابتدائية وسألني كيف حال أبني.
فقلت له ابشرك انه بخير وتخرج من الجامعه وتعين موظفآ وتزوج وانجب وقد أصبحنا أحفاد يا استاذنا الفاضل.

فقال : يا الله ما اقصر هذه الدنيا كأنها بضعة أيام حينما كنت تزورنا في المدرسه لمتابعته….!!!!

خرجت من المسجد بطاقة ايجابيه وأحدث نفسي حضي الليله سعيد….!!!!!!

دمتم بود…
اخوكم/إبراهيم العسكري.
١٤٤١/٦/٤ه>

شاهد أيضاً

‏المحافظ والمجاردة مع التحيه

‏بقلم/ محمد صالح الشهري ‏المجاردة احدى شقائق النعمان الفاتنة ، تكتنز في مراكزها المختلفة جمال …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com