صحيفة عسير – أمل البشير :
أكدت الدكتورة وفاء إسماعيل مصطفى المتخصصة في الإرشاد الأسري أن محنة كورونا قد تكون منحة من الله وذكرى لنا ولأولادنا إذا صبرنا وتأقلمنا معها وتجاوزنها بطريقة إيجابية.
وقالت في محاضرة (عن بعد) نظمها ملتقى إعلاميون مبادرون، بعنوان “صناعة السعادة المنزلية” أن فيروس كورونا انتشر في مختلف الدول وسبّب العزلة التي أدت إلى أن الرجل يمكث في المنزل، حتى المرأة العاملة فرضت عليها ظروفها أن تمكث في المنزل الأمر الذي سبب بعض المشاكل التي لن تنهي، ومن الممكن تجنب هذا المشاكل عن طريق التزام الهدوء وعدم الدخول في جدل لافائدة منه واستخدام الكلمات الجميلة التي تدخل السرور كلمة نعم وحاضر أفضل من الجدل.
ونصحت الدكتورة السيدات المتزوجات بأن تطلب طلبات المنزل كلها مرة واحدة وهذا يعود بالنفع للرجل لعدم الاختلاط ونقل العدوى للبيت وطلب الحاجات الرئيسية فقط لأنه لايوجد حرية مالية كما كانت في السابق وتجنب الشماته لأن الزوج تغير روتين حياته بشكل إجباري وتجنب استغلال وجود الرجل وتصدير الطاقة السلبية له.
وأضافت: “حاولي صنع وجبات تغير مزاج الزوج فأقرب طريقة للوصول لقلب الرجل معدته وتكون مدخلا لتحسين العلاقة مع الزوج تجنبي قول “مللت” فهو لايستطيع عمل شيء وهو مثلك مرغم على المكوث في المنزل فهو في توتر وقلق”.
وتابعت: “عزيزي الرجل حاول ألا تتدخل في الأشياء التي لاتعنيك وابتعد عن التفاصيل الكثيرة وعدم التدخل بتفاصيل المطبخ لأن الزوجة هي سيدة المكان وهي من يديره، ابتعد عن الجاهزية للخلاف وتفريغ الطاقة السلبيية وحاول أن تعبر عما يضايقك، ويجب أن يراعي الزوج اختيارات الزوجة لمشاهدة التلفاز، وإدخال الرومانسية التي حتماً تساعد في إذابة أي مشاكل واستغلال هذا الوقت لاستعادة الدفء الأسري من خلال مساعدتها في المذاكرة للأولاد وألا ترمي المسؤولية على عاتق الزوجة.
وبينت أولادنا محتاجون لوقت نوعي نقضيه معهم في صنع زينة وإدخال الفرح للبيت ونترك مساحات للعب في البيت غرفة أو صالة فالرياضة ضرورة لأجسام أولادنا نحاول نغير ديكور المنزل نطلب منهم يكتبوا قصة ونعزز هذا الجانب بالثناء ونشجعه أن يكتب عن طريق الفوازير نكتشف ذكائهم من خلال إعادة تدوير أو نعمل مسرح ونطلب منهم عمل دراما قد نكتشف موهبته في التمثيل أو أن لديه صوت جميل”
وأضافت دعونا نحاول أن نطلع على بعض التجارب العلمية ندخل البنات الطبخ نعلمهم الرسوم كثير من الضغوطات النفسية والطاقات السلبية تخرج عن طريق الرسم ولذا يجب أن نعطي الاولاد مساحة من الحرية نخصص حائط لتعبير عن أفكارهم وشعورهم وبعد أزمة كورونا ندهنه أولادنا يستحقوا ممكن نكتشف ذكائهم من خلال لعبة الشطرنج ونقضي معهم وقت إيجابي نقلل فيه الخلافات ونزيح الملل وفرصة أن يشترك الأب والأم معاً وأن يتقاربوا بوجود شيء جميل مشترك بينهم في تنمية المواهب الأبناء.
واستطردت “د. وفاء مصطفى” وجود أولادنا في البيت لايعني أن الدراسة انتهت لعدم وجود مدارس لأن التعليم عن بعد مستمر ويظل الأبن في حالة نفسية أنه يتلقى التعليم أهم شيء هو تنظيم الوقت وعمل برنامج يومي إذا ماعنده شيء يعمله فإنه سيلجأ إلى التلفزيون والألعاب الإلكترونية فمن المهم عمل جدول زمني توازن في إدراة وقتهم.
وقالت إن معظم مشاكلنا عدم مقدرتنا على إدارة الوقت بطريقة ايجابية مع أهمية احترام الوقت فهو كالسيف إذا لم تقطعه قطعك ليكسر الملل نطلب واجبات منزلية من أولادنا مهما كانت صغيرة ليشعر بقيمة الوقت ويبعد عن الإلكترونيات يرتب غرفته ينظفها ويساعد الأم في الأعمال المنزلية ونعلم الأولاد أقل من خمس سنوات الرياضيات والألوان ومفاهيم أكبر وأصغر بأدوات المطبخ ويكون التعلم عن طريق اللعب نعزز العمل الجماعي وحب المنزل ونزيد قنوات التواصل ويخلق عندهم نوع من المسؤولية ولايشعرون بالعزلة لبعدهم عن أصدقائهم أو مدرستهم أو النادي.
وأشارت أن السعادة يختلف مفهومها من شخص لآخر وهو كل شيء يجعلك تشعر بالراحة ويمنحك الاحساس بالفرح وهناك بعض الأمور التي قد تشعرنا بالسعادة ولايوجد وصفة سحرية بالسعادة فكثير من وسائل الإعلام والأفكار المتوارثة تقول أن السعادة قد تكون أموال أو منزل أو سيارة وهي جزء من السعادة وليس السعادة الكاملة.
وأردفت أن الجلوس مع الأطفال واللعب معهم والاتصال بمن نحب وتجنب الأشياء السلبية والتركيز على الإيجابية وضبط المشاعر وتقدير الذات وحب الذات والسلام الداخلي مهم حتى نحب الغير وتقبل الطرف الآخر بكل مافيه فنحن بشر ولسنا كاملين وعدم التركيز على التوافه.
ونصحت بألا نتوقع الكمال من الطرف الآخر فلانبني توقع أن الشخص الآخر سيمنحني مااحتاجه الفرق بين التخيل والواقع نحتاج أن نكون واقعيون وأن نمتلك مفاتيح الشخصيات التي أمامنا عنيد عصبي فيجب أن لانأخذ خبرات خارج المنزل من الأصدقاء ومحاولة تطبيقها نفسها مع أزواجنا، وأن نبحث عن احتياج الطرف الثاني ونلبيها بالطريقة التي يريدها.
وختمت “د. وفاء مصطفى” أن الحب هو سر الحياة نربي أولادنا بحب، نتنفس حب نبحث عن احتياجات بعض ونعبر عنها بطريقة صحيحة، وترجمة المشاعر بكلمات واضحة وأن نضع على عاتقنا المسؤولية في بث السعادة والسلام الداخلي وتصديرها للآخرين أبنائنا وأزواجنا.
>