‏الجائحة الناصحة

بقلم / ثامر آل سرور

في القلب حسرة وألم ، وفي النفس غصة وندم ، والحال يشكى إلى الله ويستهم ، فلو لم يكن في ظل ما اجتاح العالم من جراء هذا الوباء إلا أن تكون كعبة الله خالية من الطائفين والمعتمرين ومسجد رسول الله ﷺ خالياً من المصلين والزائرين ، وبيوت الله باختيار خلق الله معلقة عنها الصلوات ، ولا يشهد فيها بالجُمع ولا الجماعات ، كل ذلك للمصلحة المرجوة وما ينجم عنها من أثر بالغ في الحد من انتشار هذا الوباء ، لكفى القلوب تقطعًا وألما، والنفوس حسرة وندمًا ، فالله غني عن عباده وهم الفقراءُ المحتاجون إليه ، فادعوه يستجب لكم واستهدوه يهدكم ، وتعرضوا لنفحاته يرحمكم ، واستغفروه يغفر لكم ، فلو كنا على أتقى قلب رجل واحد كما ورد ذلك في الحديث القدسي ما زاد ذلك في ملك الله شيئًا ، ولو كنا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص من ملكه شيئًا ، ولو قمنا جميعًا في صعيد واحد ندعو الله أن يكشف عنا ما حل بنا ما نقص ذلك مما عند الله شيئًا إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ” “فما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة” ثم أردف الله قائلا في الحديث القدسي : ” إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرًا، فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه” فأروا الله من أنفسكم خيرًا ، وأَتْبِعوا صالح أعمالكم أحسنها وأشرفها وأنبلها حتى تزول الغمة عن هذه الأمة ” ففرج الله قريب ” إن رحمت الله قريب من المحسنين ” فجدوا واجتهدوا واصبروا وصابروا وألحوا على الله بالدعاء “فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب”فاللهم اغفر لنا وارحمنا ، وعافنا واعفُ عنا إنك أنت التواب الرحيم .

‏>

شاهد أيضاً

أسرة ال دليم مدرسة في الحكمة والحنكة

  بقلم أ/ خالد بن حريش ال جربوع في ليلة جمعت بين الحكمة والحنكة وبين …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com