هنالك في قاع المستحيل وحنين اليأس الذي يتسرب لقلبها خاضت حياة ً لا روح فيها ،كانت واسطة العقد بين أخواتها
كل من حولها مجتهد، مثابر، ناجح سواها
فقد تعلمت تعليمها الابتدائي وهي لا تعي ما تتعلم ، ربما إدراكها بما حولها أقل من أخواتها .
كما أن نسبة ذكائها لا تؤهلها أن ترتقي إلى مصافهن وهن المتفوقات دوما
وفوق ذلك فهي أيضا تعاني من لكنة في حرفين من حروف الهجاء
عاشت حياتها البسيطة في أسرةٍ متوسطة الحال
كانت أمها كأمهات الجيل السابق غير متعلمة ، فالمتعلمات نادرات جدا في زمنهن
وسط هذا الجو كانت تسير طريقها التعليمي
وحينما تأتي النتائج فإن نصف المواد قد أُحيطت بدوائر حمراء
وهذا يعني أنها راسبة
كانت تعاني من جميع مواد اللغة العربية ومواد الدين
لا تستطيع تجاوزها ليس لنقص ذكائها وعدم حرصها، بل لتعثر لسانها في بعض حروف الهجاء
لم يهتم بها أحد من أخواتها جميعاً بينما والدتها مشغولة بأعمال المنزل المكتض بالأبناء طيلة الوقت
كانت شخصية( مريم ) شخصية لطيفة ومشاعرها متزاحمة فهي التي تجمع الحب والخوف
أغلب وقتها صامتة كي لا يتفكهون على لكنتها حين يسمعون حديثها
ولكن من يقترب منها يشعر بلطف أخلاقها
عاشت( مريم) سنوات دراستها الأولى في المرحلة الابتدائية في معاناة مابعدها معاناة
ثم انتقلت المتوسطة حيث طرأ عليها تغيير بسيط في مستواها لم يُلاحظه من حولها هو تجاوزها تلك اللكنة اللعينة
وهاهي تشق طريقها في الثانوية بشكل أفضل من ذي قبل
فقد أصبحت واثقة من خطواتها
تغترف من العلم غرفاً
والأهم بدأت تتعرف على إمكاناتها الحقيقية ، وتناقش معلماتها بكل فطنة واحترام ، حتى تخرجت من المرحلة الثانوية بتقدير جيد جداً .
لم تنتظر الفرصة تفوتها ، فقد دخلت الكلية ، لتجد أمامها مسارين لاثالث لهما
ولابد أن تطرق بابا منهما :-
إما قسم العلوم الشرعية أو العربية
حددت الكلية لها يومين للاختبار الأهم في مشوارها
اليوم الأول كان اختبارا شفهياً وكان هذا اليوم مهم جداً إما أن يكون لها حافزاً لماسيأتي بعده، أو يكون حاجزا عن مواصلة مسيرتها
بعد الانتهاء من الامتحان جاء موعد المقابلة الشخصية التي أجرتها ومازالت تتذكر كل جزئية فيها
وهاهي تقف منتظرة موعد إعلان النتيجة أمام مقر كلية التربية وهي تحمل خليطا من المشاعر
وتسأل نفسها في صمت:- ماذا تقول لأسرتها في حالة عدم قبولها؟!
ولكن النتيجة جاءت مبددةً كل مخاوفها ومعلنة قبولها للمرحلة الثانية من الاختبار الذي سيكون اختبارا تحريريا
كان سؤالاً واحداً فقط
– اكتبي ماشئتِ عن موضوع تختارينه بنفسك!
مسكت قلمها واسترسلت في بحر الكتابة كانت تتنقل بين الكلمات الأدبية حيناً وبين التشبيهات الجميلة حيناً آخر
استعادت بعض التعابير الأدبية مماكنت تقرؤه من قصاصات الجرائد الذي كان والدها وأحياناً إخوتها يأتون بها تحت (خبز التميس) الفواح ، في مدينتها مكة المكرمة التي اشتهرت بالتميس والفول منذ القدم
وفي ذات اليوم لذلك الاختبار التحريري ،قدمت أستاذة إلى باحة الامتحان ،لم تُنسها السنون اسمها إنها معلمتها (أميرة )
حين رأتها تبادر إلى ذهنها تساؤل
ما الذي جاء بأستاذتي؟!
وماعلمت أنها من ضمن المعلمات المرشحات للمراقبة في هذا الامتحان
لم يدر في خلد (مريم ) أنها سوف تسأل عنها
قالت مريم في استحياء :- أنا هنا ياأستاذتي..!
تقترب منها معلمتها ،تدنو منها في حنو :- ( أنتِ فارسة القلم يامريم)
كان لكلمات معلمتها وقعها الخاص حيث بعثت الفرح في نفس (مريم) وعادت مسرعة إلى أسرتها تحمل لهم خبر تفوقها في الكلية ولقائها بمعلمتها أميرة
تكاد تنتهي (مريم ) من سنوات الدراسة الأربع
وهاهي في العام الرابع ،وهو عام التخرج الذي فوجئت فيه بأن كلية التربية ستقيم مهرجان الشعر للطالبات
وقد أعلنت الكلية أن من لديها موهبة عليها أن تتقدم لرئيسة اللغة العربية
كانت مريم من أولى الطالبات اللواتي تقدمن وحضرن لذلك المهرجان لتلقي قصيدتها التي مازالت تتذكرها حتى اخر العمر
نالت القصيدة إعجاب الحضور
ولم تعلم أن قسم اللغة العربية اختار قصيدتها للمشاركة بها في جريدة الندوة آنذاك .
وصلتها القصيدة من إحدى زميلاتها التي فاجأتها بها
أخذت تقرأها وكأنها لم تقرأها من قبل بكت فرحاً لما وصلت إليه من نجاح
تخرجت ( مريم) من كلية التربية وتعينت معلمة لمادة اللغة العربية في احدى مدارس مكة المكرمة
مريم اليوم هي المعلمة الوحيدة بين أخواتها التي كانت تظن ذات عمر أنهن أكثر منها تفوقاً .
بقلم الكاتبة / سعدية الياسي
1441/10/15هـ>
للجميع ودي وأحترامي وتقديري مروركم زادني تألق
قمه الابداع والروعه من المعاناه والكفاح الى الابداع
قصه جميله وطريقه السرد ابداع
اهنئيك على طريقه كتابتكـ
استمري😭🙏🏻💕
رايعه جدا القصه جد ابدعتي ي روحي انتي والله
سعدية القلب 😘 … ماأجمل تلك المشاعر التي خطها لنا قلمكِ الجميل هنا لقد كتبتِ وابدعتِ دائمآ في صعود للقمه 💕
قصة جميله ابدعتي وابدع قلمكك .. استاذتي
فجميل ماخط قلمكك ..
كلمات انيقه كـ اناقة حروفكك واحساسكك الجميل ..
فـ تمنياتي لكك بالتوفيق ومزيد من الابداع ..💕🍃🌸
قصة جميلة ورائعة ..
وهي قصة قصيرة هدفها واضح بألفاظ أدبية راقية غير معقدة او مبهمة ..
ومازلنا نتعلم منك الأستاذة الفاضلة المعطاءة سعدية الياسي
سلمت يداك استاذه سعديه ❤️
فعلا قصه تستحق التعلم، درس من دروس الحياة 👍🏻
قصة جميلة جداً ومؤثرة لكاتبة مبدعة أستاذة سعدية♥️♥️♥️
متألقةدائماًمعلمتي🧡
قصة جميلة لانها حولة الفشل لي نجاح🕊
ابدعتي معلمتي❤️
المُنافسة الحقيقية دائماً ما تكون بين ما تقوم بعمله وما أنت قادر على عمله
قصه هادفه وجميلة تزرع فينا العزيمة للتغير للأفضل
وشكراً لي معلمتي الراعه🤍
تجججننن ❤ ، منها للأعلى وبالتوفيق 😍
ما شاء الله تبارك الله قصة محفزة لكاتبه مبدعه وقويه مع تمنياتي لك بمزيد من الإبداع والتألق👌🏻👌🏻
رائعه معلمتي العزيزه، كلمات موثره ومحفزه من قائده معروفه بحسن خلقها وكلمتها الجميله 🌺