بقلم – ظافــر عايض سعدان
مع صورتين مُختلفتين آخذكم في تصور مُختصر عن الماضي والحاضر لباسقات بيشة، إذا ذُكرت جارة الوادي – بيشة- ذُكرت النخلة ، بيشة كانت موطن لأكثر من ثلاثة ملايين نخلة
ومرت بيشة بنهضة زراعية وعمرانية ، في التسعينات ساعدها في ذلك جريان وادي بيشة بالسيل لعدة أشهر فنمت الزراعة وراجت التجارة حيث كانت مقصد لرواد التجارة في التمور ولكن ذلك العدد من النخيل أخذ في الإنحسار لعدة عوامل متنوعة منها قلة المياه ، وابتعاد المواطن صديق النخلة عن صديقته
وسلَّمَ إدارة شؤونها للوافدين ، ذكرتني عبارة جارة الوادي بما قاله أمير الشعراء احمد شوقي وتغنى به رموز الفن العربي
( محمد عبد الوهاب – وفيروز )حول جارة الوادي وبالحديث عن ابنة الجزيرة العربية وسيدة أشجارها – النخلة- يجبُ علينا أن نذكر ذلك الماضي الجميل والحاضر المجيد النخلةُ إرث وتراث بمعنى تقاليد وثقافة وشواهد حضارية بثمارها وسعفها
نجحت السعودية في تسجيل النخلة تراثاً عربياً لدى المنظمات الدولية ، و هي ترتبط بعادات وتقاليد وهي جزء من تراثنا العربي النخلة وفية بثمرها وظلها ومصادرهاالمتنوعة
تم ذكرهـا في جميع الكتب السماوية مَيَّـزتهـا عن غيرها وورد ذكرها في القرآن أكثر من عشرين مرة وهي رمزٌ للحياة وصديقةُ البيئة ، وهي تسبه الإنسان من حيث عندما تقطع سعفاتها من الجرايد لاتنمو مرة أخرى ، التمرُ كمايقولون هو فطور للصحيح والمريض ومن اراد ان يهرب او يتجاوز السمنة وهو فَـطن فهو له عشاء ، وهي رمز أصيل وشعار لدولتنا اعزها الله ولذلك الشعار دلالة معروفة لدى معشر الكشافةوهي بمعنى النماء
النخلةُ شجرة الحياة فاكهة كل المواسم ولم تعد إرثاً بل غذاء دواء وكِساء ، وفي كل جزء من أجزائها فائدة لمن أراد
تراها في جميع انحاء الدول العربية والعالمية في مزاعها وشوارعها شامخة يحرك الهواء سعفاتها وتغردُ الطيور على جرائدها
فًَيَقِفُ الفلاح بُرهةٍ من الزمن ليستعيد قواه ويمارس هوايته مع صديقة الإنسان العربي في العناية بتلك الشجرة المباركة بل تجدها وسماً على العملات في بعض الدول إنها النخلة الصابرة كصبر الجِـمَـال عندما تطوي الصحراء في صيف ٍلاهب ، تشاهد السراب فتحسبه ماءً فتطلق ذُراعيها لعل وعسى
وهنا أتسألُ كغيري من أبناء بيشة
لماذا أزالت بلديتها أكثر من ( 150) من باسقاتها من شارع الملك سعود واستبدلتها بأشجار لاتسمن ولاتغني من جوع ويُصرفُ عليها من الماء والجهد اكثر من النخلة
وختاماً يقول بن جدلان رحمه الله :
جعلني مثل النخل مايجيب إلا تمر
لجل مايزعل عليَّ فلان ولا فلان .
>