لباس الخوف والجوع.

لباس الخوف والجوع..

عبدالله ال قراش
يرى الكثير من أبنائنا في هذا الزمن متعاً ولهواً عجيباً لم يكن في سابق أسلافهم ، حتى أن أسلوب الخلاف والاختلاف والجد والهزل تذاع أدواته بينهم بشيء من التحضر المقيت لدرجة أن الواحد منهم قد ينال من صاحبه بقبح أمه أو أبيه وهو راضٍ بل ومبتسماً ناهيكم عن التراض ببعض من الأطروحات والمجال هنا لايليق بذكرها..
إن النعم التي خصنا الله بها عن غيرنا من الأمم متفردة في طعمها ونوعيتها ومزاياها وجودة سخائها وقد وهبها الله إمّا رضاءًا أو ابتلاءًا أو استدراجاً وجميع ماسبق ليقع على قلوب العارفين بنوع من الخوف والوجل ودوام الشكر..
بلادنا وهي جزء من تلك الجنان الوارفة في عطاء الله جل وعلا وقد أحاطها الله بنعمة كبرى حيث تهوي إليها الأرواح حباً وقدراً وخوفاً وطمعاً لأن في إحضانها تلك البقعتين المباركتين مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وفي منهجيتها قدسية طاهرة ، وفي عطائها فيض من الجود والسخاء ، وهي الظل الوارف والوافر لأبنائها والمسلمين كافة ، وهي مدرار العطاء ، وقوة في الوفاء ، ومن هنا فواجب الشكر والدعاء قائم لامحالة علينا وعلى أعقابنا ، ولكن مايحزننا تلك الممارسات القاصمة وتلك السلوكيات الهابطة لفئة من ذرياتنا استهانوا وتجاهلوا ماخصنا الله به ، وأكد لهم المارد أنه بالفسوق تدوم النعم وبالتمرد تزداد النعم وبالانحطاط تعم النعم بل وبالملائة يسود أهل الطرب وبالعسر يضيق أهل النهى ، وياليت شعري في جيل لم يتعظ بأمم من حوله أتاهم أمر الله فأصبحوا خائفين لا ينالهم صبحاً بفأل ، ولا مساءً بعطاء ، ولو من كسرة خبز وأصبحوا يقتاتون لباس الخوف والجوع وأنّا لهم إلاّ الله فهو وليهم وهو الحافظ والمعز وهو معهم إينما كانوا.
يارفاقي أبناؤنا لاهون غير آبهين بفيض مانرفل وفيه ، ومسؤلية تبصيرهم بحب وطنهم ومقدراته الآنية التي بين أيديهم تقع بالدرجة الأولى علينا نحن الآباء ، فليكن لنا درس يومي نوضح فيه كرم الله علينا وعلى أهل هذه البلاد الطاهرة وفضله في دوام نعمة الأمن والأمان وقوت الأبدان ، وأنه بالشكر الفاعل يديم الله علينا فضله وأنه بالعصيان والجحود والتيه قد نبتلى في عسر قد لايعقبه سعة ، فطوبى للشاكرين وليسعنا الله ذكره وشكره وحسن عبادته ، وليكن دعاءنا المستديم بأن يحفظ الله لنا ديننا وأمننا وولاة أمرنا إنه سميع قريب مجيب.>