من “صارة ” اكتبوا التاريخ

بقلم الكاتب / لاحق علي

إن للعمارة عموماً والعمارة التراثية خصوصاً أبعاد ثقافية قيمة ومهمة ، حيث أن العمارة هي أصدق رواية وأفصح حكاية للتاريخ .
وكما يقول الأديب والشاعر الفرنسي فيكتور هوجو ” فن العمارة هو المرآة التي تنعكس عليها ثقافات الشعوب ونهضتها وتطورها” ، لذلك كانت العمارة جزءاً مهماً وركناً أساسياً للبحث في ثقافات الشعوب .

وجميل جداً ولافت أنه كان من ضمن خطة التطوير للمشهد الثقافي لدينا وفي ظل خطة رؤية 2030 إنشاء هيئات ثقافية جديدة تعنى بالتراث والعمارة.

وبعيداً عن المؤسسات والهيئات الرسمية والحكومية. نرى بعض الاهتمامات هنا وهناك وبجهود خاصة وتطوعية أثرت هذا الملف “قرية آل دعشوش التراثية” أنموذجا حيث قام أصحاب “حصن امشبَّه” الحربي الواقع في “صارة” شمال محافظة رجال ألمع بإعادة ترميمه وتحسينه بجهود خاصة وعلى نفقة أحفاد من بنى أسلافهم هذا الحصن الحربي المهيب الذي يزيد عمره كما تقول الرواية الشفهية عن ٣٠٠ عام.

وهذا الحصن هو مادة خصبة لدراسة تاريخنا الحقيقي المشرف. تاريخ الأسلاف الذين حموا قوميتهم وهويتهم من الغزاة والمستعمرين وفي ظل وجود صراعات سياسية كانت تحيط بهم آنذاك
” حصن امشبَّه ” وثيقة معتبرة ومرجع معرفي لكل باحث رصين ومؤرخ جاد يريد أن يبحث في ثقافتنا وآدابنا وحضارتنا.نعم حضارتنا فبناء كحصن امشبَّه لايمكن أن يتم دون حضارة حقيقة مكتملة الأركان.

اليوم آن للحصون أن تتحدث لتخبرنا عن مجد تليد وحضارة عتيقة.
ولعلي وبعد الإعتذار للباحث الأفريقي همباتي أقول ” أنه كلما فقدنا حصن أو قلعة تاريخية في عسير فإن مكتبة كاملة قد أحرقت”>

شاهد أيضاً

أسرة ال دليم مدرسة في الحكمة والحنكة

  بقلم أ/ خالد بن حريش ال جربوع في ليلة جمعت بين الحكمة والحنكة وبين …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com