المؤلفة الاسترالية التي تقضي ربيعها الخامس والسبعون قالت ذات مرة:
أنت مصمم مصيرك . أنت المؤلف . أنت كاتب القصة .القلم بين أصابعك .والمحصلة ماتختارة أنت .
(روندا بيرن)
سألت نفسي أمام هذه العباره الكبيره جدا .
هل يعرف كل كاتب مصيره ؟ وهل هو مصمم مصيره أم أنه اختار أن يكون تائها في زحمة التصاميم القسريه. ؟
هل الكتابه مجرد مساحة للتفريغ حينا وللمعارضه حينا ولتبني الاراء حينا آخر.
عجبي كله من دكتور سبعيني معروف وكاتب شهير كان يوما يكتب للكتابه ثم رأى أنها لم تعد تكفي لفخامة حرفه فامتهن إثارة الجدل وتبني آراء لو صدرت عنه لقلت أنه يعرف المصير ويؤمن بالمصمم.
آخر ماوصلت اليه موضة التصاميم أن يكتب رأياً يقول فيه أن الصحيح ويقصد البخاري يتناقض مع القرآن.
سأصدق تلك الرواية بما انه كاتب روايات لو كان من كتب بذات المكانه العلمية ويجمع عليه مااجتمع على الصحيح .
لكن وبعيدا عن التنظير في ذلك سأسأل سؤالا ربما لن يجيب عليه حتى الكاتب نفسه :
هل أورث صراع التيارات والايدلوجيات ذلك العتيق غير هويته؟
اعتقد أن تلك التغريده لم تكن صادمة لمن يعرف الكاتب لكنها أثارت ضجة عند من لم يعرف إلا أن أحدهم أبدى رأيا في صحيح البخاري.
مؤلم جدا أن تصبح بلا هوية وتخرج من حكاية الاسترالية رواندا فتصبح لاانت المؤلف ولاانت الكاتب .
نعم كان القلم بين أصابعه لكن أسطره تحمل (دغماتية ) مقيته لا ترى إلا ماتراه.
أن تكون كاتب لا يعني ذلك أن تكون عالم دين ومحلل واخصائي .فالكاتب صاحب رأي إن أراد كاتبه أن لايكون تابعا.
ولو استعرضنا تعريف الرأي الذي يقول :
الرأي اعتقادًا ذاتيًا ويكون نتيجة لـ مشاعر أو تفسير لـ الحقائق. ويمكن تأييد الرأي عن طريق الحجاج، على الرغم من أنه يمكن عرض آراء معارضة يدعمها مجموعة الحقائق نفسها. ونادرًا ما تتغير الآراء دون تقديم حُجج جديدة. يُمكن أن يكون الرأي مسببًا؛ حيث إن تأييد أحد الآراء عن طريق الحقائق أفضل من تأييد رأي آخر عن طريق تحليل المناقشات المؤيدة له.
بالعودة إلى التعريف سيظهر لنا أننا بحاجة فعلية لوضع ضوابط معينه من الوزارات المعنية للكتاب ومراجعة وتحليل الآراء التي لا تملك التحليل الدقيق ولا الحجة .
أخيرا :
ماأجمع عليه العلماء ونفثت سم حرفك تجاهه ليس مجالا للخوض بجهل ولا علماؤنا الذين أيدوه في محل التشكيك ..كن أنت فقط فالضوء بعد أن خفت لن يعود لك بهذه الطريقه.
“اعتقد أن تلك التغريده لم تكن صادمة لمن يعرف الكاتب”