بهجة الوطن وبيضاء عبس

بقلم /د. صالح الحمادي

كما هي خطط التحول الوطني تنثر بهجة الحياة فإن الوطن كلهبكل مناخاته وكل بيئاته الجغرافية مبهج ويسر الناظرين من فضل الله على هذه الأرض المباركة.

تعددت وجهات السفر والسياحة للأسر السعودية في إجازة الربيع وكانت في مجملها سياحة داخلية قسريا لذا اكتشف السعوديون الكثير من خبايا الجمال والروعة في أرجاء الوطن، وبينت وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من جماليات الطبيعة والمناخي على كافة الصعد وقد عاد المسافرون يحملون الذكريات الجميلة بعد أن غسل الأبناء هموم دراسة الفصل الأول على شواطئ الجمال ومع أغاريد الصباح وعزف المساء.

لن اتوقف كثيرا عند جماليات أماكن السياحة والترفيه في أنحاء الوطن لأنني لن أفيها حقها ، ولأنها تزخر بنقاط مفصلية مدهشة وجميلة سوف اتطرق لها في مقال أخر إن شاء الله لأن صُلب مقالي هذا سيكون عن رحلة العمر مع رفاق الدرب لبيضاء بالحارث وحيد عبس والمجاردة مرورا بمحائل وبارق.

المشهد الأخاذ والممتع في مجمله يعطي تفاصيل للوحة الوطن كله حيث النماء والتطور ووسائل الجذب في كل المدن التي تسامر البهجة الحقيقية على ضوء الحضارة والانصهار الوطني الذي أسس له الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وبقدر دهشتنا من هذا التطور الهائل في كل المدن التي مررنا بها إلا إن بعضها يستدعي التوقف خاصة بيضا بالحارث التي تتجمل بنوعية فريدة للإنسان المثقف والمكان الموشح بجميع أنواع النباتات العطرية وهنا اكتشفنا صلابة الإنسان وقوة إرادته وقدرته على التحول السريع من بداوة متنقلة مضنية إلى استقرار حضاري كما سعى له ورسمه مؤسس هذا الكيان العظيم.

بيضاء بلحارث تفصلها خمسية أودية تعزلهم بين الجبال عند هطول الأمطار والسيول الجارفة وتضعهم على حافة الخطر، ليست هذه المعاناة لوحدها بل أخطرها الطريق المنحوت في أديم الأرض الجرداء والذي يشكل خطورة على المرضى والمسنين والنساء الحوامل وأيضا خطر على السيارات التي ينتهي عمرها الافتراضي بسرعة مربكة لهم ماليا، لسوء ووعورة الطريق الرابط بين بيضاء بلحارث مع مركز حيد عبس ومحافظة المجاردة.

المتعة تصل ذروتها في الجولات على الطبيعة الخلابة إلى أن يأتي المساء بمسامراته الجميلة، ولا يبعثر هذه الأجواء وهذه الحميمية إلا وجع الطريق الذي يصل مداه إذا تذكروا وعورته،، والحقيقة أن الدولة أتتهم بالكهرباء وحفرت الأباروبعض الخدمات ولا زال السكان ينتظرون طريق حيوي يعيد لشريان حياتهم بهجتها ولازالوا ينتظرون اطلالة الأمير المتقد إخلاصا تركي بن طلال بن عبدالعزيز فلعله يشاهد معاناة الطريق كما فعل في ” طريق العز” ، ولعله يشاهد صخرة ” القطران” لعلها تكون مدخلا لنشامى عسير الذين تركوا لهم بصمة في كل محافظة ومن ضمنها المجاردة التي تتغنى بأجمل شارع سياحي ” شارع الفن” الذي يعتبر عنوانا حقيقي لبهجة الحياة بكل تفاصيلها.

أمين منطقة عسير الدكتور وليد الحميدي لا يتحمل وزر تقصير من سبقوه الذين كانوا يستطيعون سفلتة الطريق الممتد أربعة كيلو تقريب على مراحل أما الجسور فيمكن معالجة مشكلتها في ظروف أخرى مقبلة إن شاء الله.

هل يخلص الحميدي ذمة المسئولين الذين سبقوه أم يشاركهم الإثم ؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة على سؤال ورجاء سكان بيضاء بالحارث الذين كتبوه قبل خمسين عاما ولا زالوا ينتظرون الجواب.

شاهد أيضاً

أسرة ال دليم مدرسة في الحكمة والحنكة

  بقلم أ/ خالد بن حريش ال جربوع في ليلة جمعت بين الحكمة والحنكة وبين …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com