بقلم – حنيف آل ثعيل :
قمت بزيارة أحد مدراء المستشفيات التابع لصحة بيشة ، خلال الأسبوع الماضي ، وذلك من أجل استفسار عن موضوع لوالدتي ، وكانت الحاجة لا بد قرار المدير في هذا الموضوع ، طبعاً كعادتنا جميعاً متعودين عندما نزور أي مدير في أي إدارة لا بد اتباع الإجراءات النظامية ، نعرف بروتوكول المدراء هو الإنتظار عند مدير المكتب ، الدخول والخروج لمدير المكتب لأكثر من مرة من أجل أن يأذن ذلك المدير بالدخول لمن يريده ، ثم إذا دخلنا مكتب ذلك المدير نجد بأنه ” بالهندام ” أي كأنه في مناسبة خاصة ، البعض منهم لا يريد الكثير من الكلام مع المراجع خوفاً من سقوط ” عقاله ” ، ولكن في هذه الزيارة وجدت ما لم يكن بالحسبان ابداً ، من مدير مستشفى الصحة النفسية والرعاية المديدة في بيشة ، ذلك المدير الذي اخذ العمل بمعناه الحقيقي ، تفاجأت كغيري من هذا المدير العملي والخلوق ، باب مكتبه مفتوح عندما يدخل الزائر هو من يطلبه ويقول تفضل ، المفاجأة ليست بهذا الأسلوب فقط ، بل عندما دخلت وجدت ذلك الرجل الذي يلبس على رأسه ” كاب ” يحمل شعار وزارة الصحة ، ومنهمك في العمل بالكمبيوتر على المكتب ، طبعاً عندما نجد أي رجل بهذا الكاب أول ما نفكر بأنه من إدارة الصيانة أو الحاسب لأن عملهم دائماً يطلب مثل ذلك، سألني ذلك الرجل الذي يلبس ” كاب ” قائلاً تفضل قلت أريد المدير ، قال آمر ، قلت مرة أخرى أريد المدير بنتظره حتى يرجع توقعت المدير ليس موجود ، وانتظر دخول ذلك المدير ” المرسم ” مثل بقية المدراء ، لكن المفاجأة هنا قال أنا المدير ، انتظرت بعض الوقت للرد ، قال تفضل قلت المعذرة لم أتوقع بأنك المدير ، توقعت انك أحد العاملين بإدارة الحاسب عندكم ، ويقوم باصلاح عطل في جهاز الحاسب بالمكتب ، قلت ممكن تسمح لي بسؤال خارج عن الموضوع الذي أتيت من أجله ، قال بعد ماأعرف ماذا تريد من خدمة جعلتك تصل هنا ، شرحت له الموضوع الذي عندي ، وبعد مانتهيت استأذنته بسؤالي قال تفضل ، قلت ماهو السر في لبس ” الكاب ” مع العلم انني في حياتي لم أجد مدير بمثل هذه الشخصية ، كنا متعودين على ” الترسيم ” من المدراء؟ ، كانت اجابته شافية ووافية وبثقة الرجل العملي ، قال أنا هنا وضعت من مدير صحة بيشة مشكورا على ثقته للعمل وخدمة المراجعين ، والأهم عندي خدمة المراجع وليس أي شي آخر ، لم أتفاوض مع ذلك المدير كثيراً ، لأنني عرفت أن هدفه هو الخدمة للعمل ولم يفكر كغيره ماذا يلبس كل يوم هل الشماغ أو الغترة ، شكرا لمدير مستشفى الصحة النفسية والرعاية المديدة في بيشة ، فأنت قدوة لكل من يريد خدمة العمل وليس خدمة نفسه ، وأتمنى أن نرى مثل هذه النماذج الرائعة في إداراتنا وهم الذين يبحثون عن خدمة العمل وليس عن ” الترسيم ” .
ونعم الرجل ونعم المدير المخلص