الذوق العام ما هو؟ومتى يطبق؟

بقلم : إبراهيم العسكري

وصف لنا رسولنا الكريم في الحديث الصحيح أن الله جميل يحب الجمال وشريعة الإسلام الغراء من أولوياتها الطهارة فقد وجهتنا كمسلمين على الغسل وكذا الوضوء عند النواقض خمس مرات في اليوم وعلى هذا قس في المأكل والملبس .!

كما أصدرت حكومتنا الرشيدة قبل أكثر من عام نظام الألتزام بالذوق العام في احترام الآخر وكذا الملبس في أي مجتمع بقاعدة ان حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخر وتكميلآ لهذه المنظومة التي يتميز بها المسلم فقد وضعت دولتنا عقوبات متفاوته لمن يتجاوز الذوق العام بأي شكل من الأشكال..!!

للأسف صباح الأمس مررت بأحد محطات الوقود للتزود بوقود لسيارتي ثم واجهت سيارتين في المحطة أمامي إحداهما تقف بشكل معاكس أمام طرمبة ضخ الوقود كل سيارة فيها شابين إحدى السيارات تنطلق منها موسيقى صاخبة لأغنية غربيه أجزم انهم جميعاً لا يعلمون ماذا يقال في كلماتها وكلهم يتكلمون بصوت عالٍ حتى يسمعون من صخب الموسيقى المؤذيه لهم ولمن حولهم دون أدنى مراعاة لاحترام الطرف الآخر..!

حاولت أن يبتعد صاحب السيارة التي اصطف بها بالخطأ وليس محتاج للوقود ولكن يبدو انه محتاج سوالف مع البشكه في السيارة الأخرى التي تتزود بالوقود..!!

صبرت قليلآ لعل أيهم يعتبرني أبآ فيزيح شيئآ من الازعاج أو السيارة المركونة تهجمآ من سائقها دون مراعاة اي مشاعر للكل..!

دعوت لهم بالهداية فهم من أبناء جلدتنا واثق ان أباؤهم وامهاتهم لم يربونهم على ذلك كما نؤمل بهم الخير ولكن لم يزدهم وقوفي وصبري الا تماديآ وتجاهلآ..؟

طرقت بوق سيارتي لعلهم يستحون فنزل أحدهم لابس برمودا استحي انا ارى ابني في بيتي بمثل ذلك اللبس المخجل ناهيك عن قصة الشعر المقززه والنظرات الساخرة التي تحمل الغرور وركب في السيارة الأخرى لاستكمال السوالف فيومهم طويل ولست في الحسبان ..!

بعد فتره تحرك الواقف بالخطأ وطلبت من عامل المحطة التعبئة للوقود وقلت للعامل لماذا تسمح لهم ادارة المحطه بهذا التجاوز فأكتفى بهز كتفيه وفهمت انه لا يستطيع أن يدخل معهم في صراع نتيجته بلا شك خراب قوته وقوت أهله المنتظرين في الهند..!

مساء ذلك اليوم الذي بدأته بمناظر سلبية همجية من أولائك الصبية تلقيت اتصال من زميل لي اغليه كثيرآ دار النقاش انه كان في المستشفى ليلة البارحة لمراجعة الطواري التي تقتض بالمرضى وشاهد مجموعة من الشباب متعصبين بغتر سوداء وألوان مخجله وثياب حمراء ممزقة ويتمرحون في صالات الطواري بقهقهة عالية ومكالمات تلفونية بأصوات مزعجة دون أدنى مراعاة للذوق والأدب والأخلاق والموقع الغير مناسب لسوكياتهم نهاهيك عن وجود كثير من المرضى المنزعجين منهم فالمريض يحتاج الهدوء ويكفيه مافيه من ألم وهم..!!

يقول صاحبي خرجت حزينآ من تهكم أولائك الفتية الغير مبالين فكنا في أعمارهم نستحي ونحترم الذوق العام بالفطره ونحترم الكبير بالأدب والتقدير والاستحياء
فما بال شبابنا اليوم.. !!

اعتقد جازمآ لو اوضحنا اسم المحطة التي وقفت بها صباحآ ثم اوضحنا اسم المستشفى مقرونآ بالزمان والمكان ثم عدنا لكمرات التصوير فإنها حتمآ ستكشف أولائك المتمادين بعدم احترام النظام واحترام الآخر والذوق العام وبالتالي عدم احترام أنفسهم واهليهم ووطنهم..!

بفضل الله شبابنا ليس كلهم كذلك فالغالب ولله الحمد هم من أهل الأدب والذوق وفيهم الجدير بالاحترام ولكن هناك فئة قليله لازالوا على قولهم درباوي وعلى الشر ناوي..!!

نأمل منهم الخير كل الخير وآمالنا بهم لم تنقطع فلا زلنا مؤملين بهم جميعآ أن يكونوا أكثر ادبآ واحترامآ فمن يحًترم ىحُترم ومن لا يحَترم لا يحُترم ..!!

واخيرآ..
نأمل ممن يعنيه الأمر في بلادنا تطبيق النظام بالأخذ على يد كل مستهتر وتطبيق العقوبة والغرامة بحقه لمراعاة الآخرين والذوق العام واحترام نظام البلد في كل زمان ومكان.
وكما قيل من أمن العقوبة أساء الأدب.

دمتم بود.

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

4 تعليقات

  1. صبرا ايها العاصمي العصامي انهم يفعلون مايفعلون كشيء مما يظنونها حريه فخابت الحريه ان كانت كذلك.

  2. سأل الله العظيم أن يهديهم ويصلحهم وأبنائنا وجميع شباب المسلمين والحمد لله أنهم قلة جدا رغم انزعاج المجتمع من سلبياتهم .. ولكن يجب علينا أجمعين الدعاء لهم واحتواء ماأمكن منهم فلعل جذورهم طيبة ولابد للثمرة أن تعود لأصلها.. ولقد صدقت ياأبو أحمد فيما رويت ونعلم أن مثل تلك التصرفات تألمنا جميعا ولكن نسأل الله لهم العون والتوفيق والسداد والصلاح

  3. فيصل بن سارح المالكي

    الزمان كفيل بتربيتهم من جديد ان سلمو من العقوبه بالدنيا فلا يسلم من عقوبه ملك الملوك .. نسأل الله الصلاح لشباب الامه .. لارحم الله من لايوقر ويقدر كبيرنا ..
    كاتب كبير بقلم جميل ومقالات يتشوق القارى لقرائتها اطال الله عمرك وحسن عملك.

  4. عبدالله الحياني

    لا فض فوك أسال لهم ولا أمثالهم الهداية

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com