بقلم / ريم ال شرّاع
جميعنا وقعنا في نزاعات الممرات الإدارية المُضنية، وما بها من تسويف ومضيعة للوقت والمال والجهد، ولا أجد مبررًا لهذه المشكلة إلا ضعف إدارة الوقت وما يترتب عليها من تسويف، وإجحاف في حق وقت الآخرين، وكل ذلك يصب في قالب البيروقراطية المُغالية.
يقول الكاتب بيرس ستيل في كتابة (معادلة التسويف) ” أن هناك علاقة عكسية ما بين التسويف والتحفيز، بحيث أنك كلما كنت متحفزًا ومتحمسًا للعمل، كلما كان التسويف والمماطلة أقل
وكلما كان حافزك والمردود الذي تتلقاه من عملك ضعيفًا، حتمًا ستؤجل ما هو مخول إليك إنجازهـ، فمنذ البداية حاول إختيارالميدان الذي يتناسب مع العائد والمردود المقبول لك”.
واستطرد الكاتب ” بأنك لو وُضعت في مكان لا يُناسبك، وعملٍ لا يدفعك للبذل والإنجاز، حاول اتباع طرق عديدة لترويض ذاتك على العمل، من خلال وضع مكافأة ذاتية عند إتمامك لعملك، بحيث تصنع لنفسك عائد مستحب إليك، ومن الأمور التي تؤدي ثمارها للبعض التفكير فيما لو خسر هذا العمل بسبب تسويفه لما وكّل إليه، فالخوف قد يعد أحد المحفزات التي تحفز معظم البشر”
كما أن السعي إلى الكمال في إنجازعملك، قد يجعلك مقيدًا بسلاسل المثالية المُفرطة، التي تدفعك لتضييع وقتك وجهدك وإجحاف حقك وحق الذين عُطِلوا بسبب هذا التسويف.
ومما لا شك فيه أن مسألة إدارة الوقت لا تعد مسألة هامشية، ولا يمكن إغفال دورها الرئيسي في تسهيل سير العمل، بحيث أننا نجد بعض الموظفين لا يلقون بالًا إلا بساعة الخروج من العمل! غير مكترثين للوقت المهدر
ما بين ساعة دخولهم وخروجهم من مقرالعمل، فكم من مصالح عُطلت، وكم من أموال بُذلت، وكم من طاقات أهدرت، ويقول إبراهيم الفقي” لا تكون إدارة الوقت إلا بإدارة الذات، وأن مسألة إدارتك لوقتك لا تكون إلا تحت ظروفك وبيئتك وطبيعتك”
بحيث أنه لا يمكنك تطبيق نماذج أشخاص أخرين على حياتك ووقتك، فظروفك الحياتية تختلف جملةً وتفصيلًا عن صاحب هذا النموذج، مهما ظننت أن هناك تقارب في بيئتكما، وأن طبيعتك الشخصية تتباين عن أي شخص أخر ولو كان من أهل بيتك! فالإنسان على نفسه بصيرة، أنت الوحيد الذي يعلم كم ساعة تضيع من وقتك، وكم ساعة تستثمرها في نفسك.
” إن أوقاتك أجزاء عمرك، فلا تنفد لك وقتًا إلا فيما ينجيك” إبراهيم الفقي.
وكل هذه الإشكاليات الحقيقية والملموسة، تؤثر مباشرة في إنتاجية الفرد، ومدى أحقيته بالمنصب المنوط به.
مقاله رائعه وجميلة جداا ، استمري 💛💛💛