قد يكون رحيلهم من محيطك تخفيف ورحمة

بقلم : إبراهيم العسكري

البشر في الغالب يختلفون في المفاهيم والقدرات وكذا السلوكيات والمحافظة على العلاقات الاجتماعية واتخاذ القرارات بشأن امتداد العلاقات لأبعاد قصيرة المدى وأخرى تستمر حميمة ربما لتساير عمر الحياة وغيرها من الطباع الموروثة والمكتسبة فيعيش الشخص ماقدر له من حياة مع من يجتمع بهم على فترات تتفاوت وتختلف ظروفها الاجتماعية عن الطرف الآخر في كل المراحل العمرية التي تبدأ بالطفولة والعفوية امتدادا لما بعدها حتى يبدأ يدرك كثيرا من المفاهيم التي يبني من خلالها مكتسبات الحياة بأنواعها بما فيها غربلة كثير من العلاقات بالأصدقاء وربما بعض الأقارب بمحدودية اللقاء بسلام..!!

ليكون هناك انتقائية بما يكفي كروابط مستدامة مع الأطراف المنتقاة لأستمرارية مد جسور التواصل الاجتماعي بود وإخاء..!!

أنا كواحد من هذا المجتمع مررت بكثير من التجارب في العلاقات الاجتماعية التي جمعتنا في مراحل الطفولة أو التعليم أو العمل وعرفت الكثير ممن جمعتنا بهم أقدار الله في الحياة فكان بعضهم تنتهي العلاقات بانتهاء روابط الاشتراك التي جمعتنا والآخر تنتهي عندما تبتعد المواقع الجغرافية ثم تتسع دوائر العلاقات بأطراف أخرى متجدده لكن تبقى تلك العلاقات المميزة لا يمحوها مرور الزمن وعواصفه أو اختلاف الضروف أو حتى بعد المسافات لأنها في الغالب تبنى على أساس متين وتوافق مبين فيستمر معها العطاء في الحياة بحب وإخاء بعيدا عن تلك العلاقات التي تترهل وربما تنطفى تدريجيا ناهيك عن العلاقات القصيرة التي تموت في مهدها أو قبل ولادتها..!!

إحدى بناتي سكنت بيتا جديدا بالملكية بعد عناء سنوات الإيجار والتنقلات من دار لأخرى فعبرت لنا عند سعادة أسرتها بذلك الإنجاز ثم باحت لي بقولها يا أبي والله مما زاد سعادتي هي تلك الغالية أم فيصل إحدى صديقاتي وجاراتي التي زارتني وهي تحمل كل معاني الجوار والإخاء والصداقة التي أوصى بها رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام فقد أسعدتني عندما أتت تحمل الهدايا والتبريكات وحسن الكلام الذي يسبق العطاء وشعرت أنها ساندتني فرحتي كثيرا بمصداقية في سعادتي وتخفيف مصابي حينما افتقد واحدة من أعز جاراتي التي اختارها الموت ولم ولن أنساها ما حييت فدعمتني جارتي الغالية معنويا في غياب من كنت أظن بهم خيرا من بقية الصديقات..!!

فقلت لبنيتي هنيئاً لكما بالصداقة الصادقة ولا تأسفي لمن ابتعد رغم العطاء فربما الخير في الابتعاد..!!

بالفعل لا نأسف كثيرا لمن يبتعد عن حياتنا سواءا كان الاختيار منه أو منا أو تحت أي ظرف.

من ابتعد فلعله في خير ومن أقبل فنحن نرحب به اخا عزيزا ولا نسقط له شأنا فالابتعاد منا لا يعني الغرور ولكن ليبقى الاحترام ولو كان عن بعد..!!

في الواقع من نحتفظ بأخوتهم وصداقتهم على مدى الدهر هم من نرى فيهم الايجابيه ومصدر السعادة والعطاء الذي لا يمكن أن يخون ولا يكل ولا يمل..!!

هم من يشاركنا الفرح والحزن والعسر واليسر كل أصحاب هذه الصفات لا بد أن نتمسك بهم ونمدهم بالحب وبالعطاء ونغفر زلاتهم ونقل عثراتهم ونمد معهم جسورا للأبد..!!

اخيرا أتفق مع
كارل ماي حينما قال :
‏لا يهمني
ان أخسر من لا يريدني
فقد خسرت من أردتهم .. ولا زلت حياً.

 

شاهد أيضاً

وصيتي لشباب وطني

بقلم / حسن سلطان المازني وصيتي لأبنائي وبناتي ابناء وبنات الوطن الحبيب …أوصيكم ونفسي ايها …

تعليق واحد

  1. فيصل بن سارح المالكي

    نعم والله هذه الحياه انقطاع وتواصل ……. مقال جميل جدا بقلم الرائع والمبدع دئما أبا أحمد

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com