صحيفة عسير – نورة دحيّم :
ناقشت اثنينية الحوار التي نظّمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني” عن بعد” بعنوان “الإبداع والابتكار وتنمية المجتمع”، مساء الإثنين، 19 شوال 1442هـ، الموافق 31 مايو 2021، مفهوم الابتكار وأهميته ودوره في تقدم الدول، إضافة إلى معوقاته وكذلك سُبل تشجيعه، فضلا عن عناية المملكة بالعلم وتشجيعه ونشره ورعاية النابغين فيه.
واستضاف اللقاء الذي أداره الإعلامي الأستاذ / محمد الرديني كلا من الدكتورة/ مها بنت عبد الله السليمان، وكيل وزارة التعليم للبرامج التعليمية، والدكتورة / لمياء بنت محمد العبد الكريم، مدير ابتكار التقنيات الطبية في جامعة الملك سعود، والأستاذ / هشام بن سعد العريفي، المدير التنفيذي للسياسات الملكية الفكرية.
وفي بداية اللقاء أوضحت الدكتورة / مها السليمان أن المتميزين والمبدعين من أبناء وبنات هذا الوطن هم قادة نهضته ورقيه، ووطننا بدأ من قائد مسيرته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز اللذين أوليا الموهبة والإبداع كل العناية والدعم والتشجيع وذلك امتدادا للنهج الذي بدأه المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله، في العناية بالعلم وتشجيعه ونشره ورعاية النابغين فيه ودعمهم والتأكيد على الاهتمام بالإبداع والابتكار والذي يعتبر اللبنة الأولى لدعم التطور والحضارة في الوطن.
وأشارت إلى أن رؤية 2030 أكدت على أهمية توفير فرص التعلم للجميع في بيئة تعليمية مناسبة تعزز وتشجع الابتكار وتوفر الفرص التي تعنى بالموهوبين. موضحة أن الإبداع والابتكار من أهم الأولويات لوزارة التعليم وعدد من المؤسسات الحكومية مثل مؤسسة الملك عبد العزيز للموهبة والإبداع.
من جهتها، شددت الدكتورة لمياء العبد الكريم على وجوب أن يرتبط الابتكار بالتشجيع، من خلال تحويل الأفكار الابتكارية إلى منشآت، مؤكدة أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة مهمة للاقتصاد كونها محركا رئيسيا له من خلال زيادة الإنتاجية وتنوعها. لافتة إلى أن الابتكار يساعد على زيادة الإنتاجية وجودة الخدمة والإسراع في إنجازها، كما أنه يوفر التكلفة والجهد.
واستعرضت العبد الكريم عددا من المشاريع الوطنية والتي بدأت من أفكار عادية حتى أن أصبحت اليوم نموذجا في التطور الإلكتروني في المملكة. مبينة أننا نلحظ اليوم تطورا وحراكا داخل جامعاتنا لإدخال الابتكار في المناهج.
بدوره أوضح الأستاذ /هشام العريفي أن الابتكار ليس ترفا إنما حاجة، وهو يحل مشكلة معينة موجودة، وإذا لم يصل إلى التطبيق على أرض الواقع فسيبقى حبيس الأدراج. مستعرضا أبرز التحديات لدى المجتمع في الوصول بهذه الابتكارات إلى المرحلة التي تجعل منها عائدا على الشخص أو المجتمع والوطن.
وأوضح أن هناك أنواعا من الابتكارات منها المؤسسي أو ما هو في محيط الأسرة، مؤكدا أن الابتكارات تساعد صاحبها في أن يكون مميزا ويساعد الآخرين، مبينا أننا في الملكية الفكرية ندعم أصحاب الابتكارات بتوفير الحق الاستئثاري الذي يمنحهم الحق في استغلال ابتكاراتهم وحمايتها بموجب النظام لمدة محددة يستطيعون من خلالها جني عوائد هذه الابتكارات في ظل التنافسية.
واستعرض العريفي عددا من التجارب الدولية الكبيرة التي قامت على المعرفة مثل التجربة الكورية، وكذلك اليابانية التي صدرت ابتكاراتها للعالم. مشدداً على وجوب أن يكون لدى الجميع وعي كامل بمفهوم الابتكار وكيف يساعد الفرد والمؤسسة والمجتمع والوطن بأن يكون في ميزة تنافسية على مستوى العالم.