بقلم / ريم ال شراع
تتوسع دائرة الخنق على الذين لا يجدون طريق الشكر في حياتهم، فتضيق بهم السبل، وينخرطون في معمعة الحنق، متسلًلًا علاقاتهم الاجتماعية، فلا يهنئ لهم بال ولا ينكفون عن تصيّد فرص الغضب من مواقف تربطهم مع الآخرين.
عندما نتحدث عن التقدير، لا نعني هنا تقدير الأشخاص ولو كان تقديرهم خصلة محمودة، بل نسلط الضوء على تقدير النِعم!
فعندما تقدّر ما وهبك الله من صحة، ورزق، وصحبة نقية، وزواج مستقر، وشريك منصت، لا يعني بالضرورة أن كل هؤلاء خالين من المشاكل النفسية او حتى الاشكاليات اليومية، لكن شتّان بين روح تتفكر في نعم الله فرُزقت البصيرة في استشعار كل ما هو حولها كنعمة!
وبين من يعتقد أنه في شقاء أزليّ، فهو رهينة وهم البحث عن الأفضل في نظرة، فيقيّم الأشخاص ويضعهم تحت مجهر يترصد به أي زلل قد يحدث منهم، ويضيّق الخناق على ذاته التي تنبّش عن عثرات البشر المقيّدة في قوقعة عدم تقديرهـ للنعم.
كلنا بشر الكمال لله، والبشر من سماتهم الأزلية “الخطأ” فعندما أجرّد الإنسان من سمته أنا هنا أتعدّى على القوانين الكونية!
تقول الكاتبة: لويز هاي ” لاحظت أن الدنيا تهوى الإمتنان؛ فكلما زاد شهور المرء بالإمتنان، زاد الخير الذي يحصل عليه، وليس المقصود بالخير هنا الأشياء المادية فحسب، بل يشمل الأشخاص والأماكن والتجارب التي تعطي طعمًا للحياة ”
إن المسألة بسيطة وليست مستعصية على الفهم، فهي معادلة جليّة أن تقدّر ما تملك تحصد رضًا وسعادة.
أن أقدر أنك شريك لي بكل ما تحمل من صفات وسمات ظاهرة وباطنة يعني أنني أقدّرك كإنسان وليس الانسان بقديّس لا يمسه الزلل، رضاك الذاتي عن الأشياء والبشر يخلق نفسًا سليمة راضية مطمئنة، تسعى في حياتها متخفّفة عن كل شائبة تسوء لذاتها قبل الآخرين.
سعيك نحو السلام الروحي بذرته قرارك بتقدير النعم فكل روح حولك لم ترى منها إلا الخيرهي نعمة.
هل الإهتمام بأراء الآخرين يفقدني ثقتي بنفسي؟
بحيث لا أتقدم من إلا برأي
هل هذا عطل التصرف الإرادي ؟