
ضربة المعفي معناها ( الاعتداء على شخص بدون أي ذنب ارتكبه ) والمعفي هو ( أحد أقارب الجاني يقوم بالاعتداء عليه آخرون من أقارب المجني عليه بسبب مشكلة حصلت بينهم ولم يكن هذا المعفي طرفا في القضية وليس له أي علاقة بأحداثها وإنما ذنبه أنه من أقارب الجاني فقط – فيقوم أقارب المجني عليه بالثأر لقريبهم غدرا وخيانة وتعتبر ضربت المعفي انتصارا من ذوي المجني عليه وأقاربه ومفخرة لهم بين القبائل لأنه كما يقال قض العور عنهم – ويتمثل بعض الشعراء الجهال وصغار السن بالمدح والتبجيل لهذا الشخص القائم بجريمة الغدر والخيانة لشخص لا ناقة له ولا جمل في قضية حصلت لا يعرف أسبابها وأحداثها بل وقد يكون في منطقة بعيدة جدا عن أحداث المشكلة وقد يكون بينه وبين أصحاب القضية خلاف أو زعل من فترة طويلة وأصبح كبش فداء .
فأي قلب هذا
وأي فخر هذا
وأي جهل هذا
وأي مدح هذا
وأي قبيلة هذه
وللأسف انتشرت في الآونة الأخيرة قضايا الأخذ بالثأر وضرب المعفي بعد أن كانت قديما عيبا وخيبة وحملا ثقيلا على من يقوم بهذا العمل الإجرامي .
فما سبب ذلك ياتُرى :
هل زمام أمور القبيلة سُلمت لأناس غير مؤهلين وليسوا على قدر كاف من المسؤولية ؟
أم
لأن صغار السن أصبحوا لا يحترمون الكبار ولا يحترمون آرائهم ؟
أم
لأنه لا يوجد عقوبة أمنية قوية تنتظر هذه الفئة الطاغية على هؤلاء الأبرياء ؟
أم
أن بعض زعماء القبائل غير مقبولين ومحبوبين لدى قبائلهم ويريدون احراجهم أمام المجتمع بهذه التصرفات ؟
أم
لأن هناك من سيسعى من الوجهاء والسماسرة في انهاء قضية هذا المعتدي بالشفاعة وبالمال والملايين المنتشرة
أو بالمقايضة بين القضيتين فتصبح هذه بتلك ؟
أم
سببها العطالة والفراغ المنتشر بين الشباب ؟
أم
سهولة الحصول على السلاح وتوفره مع الصغير قبل الكبير حتى ولو كان مصرح به ؟
أم
أن الجيرة هي سبب من أسباب هذه الاعتداءات الإجرامية ؟
وهناك الكثير من التساؤلات ،
وقد لاتوجد إجابة واضحة للجميع حتى الآن إلا عند أصحاب هذه القضايا ومرتكبيها ومعاونيهم والمطبلين لهم- فهم يعرفون خطورة الانتقام والاعتداء الغاشم على برئ طاعن في السن ورجل آمن في بيته وبين عياله ولكنهم لا يبالون بتبعات هذا العمل الإجرامي.
مع العلم
أن مثل هذه القضايا لاتوجد سوى عند قبائل معينة ومعروفة على مستوى المملكة – فلماذا هذا الجهل والتجاهل في ظل قيادة رشيدة تحفظ الحقوق بالشرع والنظام ؟
وللأسف انتشرت العدوى إلى قبائل مجاورة والله المستعان كما أن الأمر قد لايقتصر على قبيلتين فحسب بل قد يمتد ضرر وخطورة هذا الثأر إلى عدة قبائل لأن هناك جيرة ووجه وعادات قبيلة معروفة لدى الجميع .
وسأطرح بعضا من الحلول لهذه الظاهرة ولعل أبرزها :
⁃ تغريم قبيلة المعتدي على الشخص المعفي بمبلغ مالي لايقل عن ( مليون ) ريال وتكون في بيت مال المسلمين في حساب خاص بالدولة ويضاعف المبلغ إذا تكرر هذا العمل المشين مرة أخرى من أي شخص من أطراف القبيلة .
⁃ بالاضافة لتحميلهم الدية الشرعية المقررة من القضاء .
⁃ عدم تدخل لجان الاصلاح ووجهاء المجتمع في هذه القضايا المروعة والخطيرة أمنيًا وتركها للجهات المختصة بتغليظ العقوبة كيفما تشاء .
وهناك حلول أخرى سيأتي ذكرها لاحقا في حال تم طلبها من أحد مسؤولي الدولة لنعيش بدون رعب اجتماعي وقلق نفسي ونحن في بلد ينعم بالأمن والأمان .
كلنا أمل في حلها من جذورها من قبل أمراء المناطق ووزارة الداخلية والجهات ذات الاختصاص والعقلاء والمثقفين وشيوخ القبائل فالوضع لا يطاق ولا يُحتمل في بلد هي من تعاقب الجاني وتكفلت بأخذ حق المظلوم من الظالم وغيرها من حفظ الحقوق ولله الحمد والشكر .
كتبه
خالد ال جربوع
عسير صحيفة عسير الإلكترونية