بقلم / إبراهيم العسكري
ذهبت مسا البارح لاداء صلاة العشاء في مسجد الحي وحينما هممت بالنزول من سيارتي صعودآ لمقام المسجد تفاجأت ان عكازي ليس رفيق دربي المعتاد فلمسته تختلف عن سلفه الذي كلما ناديته قال: ابشر وسم عصاك ما تعصاك وشعرت ان من حل مكانه عكاز آخر يحتاج لتعريفه من داخلي كما يحتاج هو أن يتعرف عليء وعلى المهام التي يجب عليه القيام بها ولم يكن حينها لدي وقت لاعادة برمجة تعريف العكاز الجديد من قبل الطرفين الماخذ والمعطي لأن إقامة الصلاة أوشكت وبعدها خير ان شاءالله..!!
حينما نزلت من السيارة وتوكأت على العكاز الجديد على الفور أدركت الفوارق وعلمت انه يحتاج بعد التعريف الي التدريب وايقنت انه مفارق ليد أمي الغاليه حفظها الله
فهي حينما نزلت من سيارتي قبل الصلاة وفي شبه الظلام بدل أن تأخذ عكازها اخذت عكازي فقلت في نفسي لعلي أعود بعد الصلاة لمباشرة دور الإستلام والتسليم لعهد العكازات حسب انشطتها التي إعتادة عليها..!!
صليت مع الجماعة وعسى عيونكم ترى النور والطمأنينة دائمآ فقد رأيت المسجد على غير العاده فكان هذا المساء ممتليء بالمصلين ثم خرجت بعد أداء الصلاة من منتصف الصف الأول لاصلي السنة في زاويتي المعتاده
وحينها لم اخطو الا خطوة واحده ثم توكات على العكاز البديل وهممت بالثانية فإذا به يغدر بي وينكسر من العنق فيطيح ارضآ ثم يطيحني بجواره والقبضة لا تزال محكمة في يدي اليمني..!!
صاح اغلب المتواجدين وهرعوا للنجدة وكان ابني أنور في مقدمتهم فساندني ولاحظ ان طرف العكاز المكسور أحدث شرخا في احد أصابع يدي نتج عنه خروج الدم وتأثر ابني منحرجآ أمام الناس وحاولت تهدئة الموقف فأنا معتاد بهكذا مواقف وأصبح الأمر عندي سيان فالدنيا قومة وطيحة وصعود ونزول وهكذا..!!
بعد الصلاة ذهبت برفقة ابني لجلب عكاز جديد لأمي الغاليه فلا يحسن ان أعود به مكسور الجناحين..!!
بالفعل اشترينا كعاز جديد لوالدتي ولاصق جروح واستعد صويحبي عكازي الأول فهو راعي الأولة وراعي الحمل والجمايل والجمال ورفيق الدرب ..!!!
حاولت أن اعاتب العكاز الغادر ولكن والله قد عذرته حينما استشفيت غضبه الشديد فهو بعد أن اعتاد لسنوات عده على تلك اليد الحانية الناعمة يد أمي العزيزه الغاليه التي تراعيه وترعاه وتهتم حتى بنضارته ونظافته وتمشي بمسايرته ببطء وهون وهدوء
فإذا به فجأة يشعر بقبضة يد خشنة متغطرسة لا تراعي الفوارق ولم يعتاد عليها تضع كامل المسؤلية وثقل الجسم عليه فتحسر وتكسر حينها وظن انه الفراق ولا ألومه فيد أمي دائمآ حانية وذات عطاء واعذرنا أيها العكاز الراحل والتعب على النظر يا رفاقنا العكازين..!!
حينما اوصل ابني لجدته عكازها الجديد وابلغها الخبر صاحت وقالت عسى ابوك بخير ودعت لابنها الذي لا زال بمنظارها طفل في الستين يحتاج للعطف والرعاية فديت أمي..!!
احد الجيران الغالين الحاضرين معنا في المسجد طرق باب بيتنا مساءآ وجلب لي عكاز جديد من نوع خاص على حسابه الخاص فله الفضل وجزيل الشكر والعرفان ونعم الجار انت..!!
شكرآ امي الغالية شكرآ ابني المرافق
شكرآ جاري الغالي عبدالله محمد ال حسين ابو محمد.
شكرآ لكل المصلين الذين هرعوا للنجدة
شكرآ لكل المواقف الجميله فهي تضيف أكثر مما تأخذ
شكرآ لكل عكاز على وجه الأرض فهي اصل الوفاء والشكر موصول لصانعيها احياءا واموات.