بقلم / د. علي السرحاني
دخل يوم التأسيس السعودي ضمن الأيام الخالدة المجيدة وخرج إلى حيز التنفيذ بقيام الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود وتولي الحكم في الدرعية، في تاريخ 30 جمادى الأولى 1139هـ، التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م ، خلال تلك الفترة صمدت الدولة الأولى في غائلة الشتات والفرقة ، ولحكمة أرادها الله أن تنتهي الدولة الأولى وبعد 7 سنوات على انتهائها تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م)؛ وبعد انتهائها بعشر سنوات، قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319هـ (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها
ولم تغب الدرعية عن المشهد السياسي والاجتماعي بل كانت حاضرة قائمة بدورها منذ أسسها ا الأمير مانع بن ربيعة المريدي عام 850هـ / 1446م، وهو الجد الثاني عشر للملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية.
وهذا المنعطفات التاريخية الثلاث تخللها عمل دؤوب للبقاء والاستدامة لا الفناء والذوبان سالت دماء وتمزقت أجساد وحُلت كرائم الأموال ، ولأن الله يعلم من الأصلح في خلافة الأرض ولزومه للعمران فقد قامت أسرة آل سعود بمسؤوليتها التاريخية ودورها الريادي ومكّنها الله في ذلك وفق منهج رباني إذ جعل الله لها سلطاناً وقوة وغَلَبة، لتقوم بمهمة الإصلاح وهذا قدرها تكليفا وتشريفاً “الذين إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِى الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ”
وها نحن بعد 3 قرون من قيام الدولة السعودية الأولى وما مرت به من ويلات وصراعات نحتل اليوم المرتبة الأولى في الدول الأكثر أماناً في العالم وفق مؤشر ضبط الجريمة المنظمة الصادر عن تقرير التنافسية العالمي لعام 2019،
وها نحن اليوم بعد الكفاف نحصل على المركز 24 للتنافسية 2020 IMD في مجال كفاءة الأعمال و الأداء الاقتصادي والبنية التحتية متفوقين بذلك على دول ذات اقتصادات متقدمة في العالم مثل روسيا، وفرنسا، واليابان، وإيطاليا، والهند، والأرجنتين، وإندونيسيا، والمكسيك، والبرازيل، وتركيا ، إذ تعد المملكة الدولة الوحيدة التي أحرزت تقدمًا استثنائيًا على مستوى منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي،
وهنا نحن اليوم بعد قطع السبل نحتل المرتبة الثانية عالميا في مؤشر ربط الطرق، بعد الولايات المتحدة الأمريكية وفقا لتقرير التنافسية العالمي (GCR) للعام 2018م، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF)
وها نحن اليوم بعد البداءة والبساطة في الأداء نحقق تقدماً غير مسبوق في مؤشر التكنولوجيا،الرقمية والذي قفز بمعدّل 14 نقطة، ومؤشر الجاهزية المستقبلية بمعدّل 10 نقاط، .
ونحتل في التنافسية الرقمية الأخيرة مركزاً ضمن ترتيب العشر الأوائل بين دول مجموعة العشرين، لنسبقّ كلاً من إيطاليا، وروسيا، وتركيا، والبرازيل.
ما أحوجنا اليوم – وأكثر من أي وقت مضى – أن نلتف ونلتفت إلى وطننا فتالله أن الله اختصنا بما جعلنا فيه أمة من دون الناس … فأمن في وطن وبلدة طيبة ورب غفور … وذاك النعيم الأجل.