ترايعوا اني ميدكم

بقلم / إبراهيم العسكري 

عنوان مقالي أعلاه هو جملة مفيدة طالما طنطنت في مسامعي وانا صغير منذ ما يزين على نصف قرن وأكثر.

غالبآ تقال في جامع القرية خصوصآ عقب صلاة الجمعة في حضور اغلب أعيان القبيله كنت اسمعها في الغالب من جدي رحمه الله فيزيد صيته في كياني وأدرك انه ذا شأن أو ربما تقال من احد كبار القبيله..!!

هي في الواقع تبدأ بكلمة فيها توجيه وامر من المنادي للمنادى لهم بان يترايع الجمع في المكان المخصص وعادة يكون بصوح الجامع اي الحوش وترايعوا بمعنى ينتظر بعضكم بعض لاجتماع اللقاء الذي سينتظر فيه الجميع حديث المنادي وماذا عساه يتمخض عنه من تشاور فيما يخدم الجميع..!!

احيانآ يكون الاجتماع بأن قبيلتنا تحتاج كذا وكذا من الخدمات أو النواقص.

أو أن هناك خطأ واقع من أحد أو ربما التشاور لازالة ضرر ما.
أو لاستقبال ضيوف للجماعة أو القبيلة واحيانآ قد يكون الاجتماع بناءآ على شكوى من أحد أو مظلمة لأحد ويرغب إزالة أسبابها أو قد يكون هناك طلب احد الجيرة من قريب أو من بعيد اما لمساعدة في أعمال الحرث أو البناء أو طلب قرضة حسنه أو غيرها..!!

كنا نحن الصغار حينها نتفرج بجوار الكبار ما ذا عسى أن يكون نتاج ذلك الجمع وماذا ينتهي به فرح ام ترح فاحيانآ نرى البعض منهم يبحر في ضحك هستيري حتى نضحك نحن الصغار من ضخكاتهم وربما كان من خلال ردة فعل احد الحضور المرحين واحيانأ قد يشتد النقاش حتى نسمع قرع عصيهم في أرض مسجدنا ثم نخاف نحن الصغار ان تقوم حربآ ضروس ونأخذ مع الضيف شبعه أو من الطرق لذعة..!!

عندما مرت مرحلة الشباب اعتدنا انهم لا يجتمون الا لأمر هام يخص مجتمعنا القروي وأصبحنا نستنيب في كبيرنا باعتباره يمثل اسرتنا فيما يتطلب الأمر وبدوره يوجهنا بما يجب..!!

رحلت أيامهم ورحلوا معها رحمهم الله وأصبحنا في الواجهة نحن فادركنا ان اجتماعاتنا ضرورية ولا تبنى الا بمن يحمل القيمة الكبرى في مجتمعه اما من لا يراعي تلك الاجتماعات فقد يكون في معزل عن أي اجتماع من تلقاء نفسه لأنه ليس لديه ما يقدم او ان يكون ممن لا يعتد به أو انه ليس له شان وبعضهم يكون حضوره تكملة عدد وفي كل خير..!!

تلك الاجتماعات لم تكن وليدة اليوم بل كانت منذ القدم القديم للعهود الماضية جدآ فكم قمم وقيم شيدة بنتائج من تلك الاجتماعات انتجت رسائخ علم وافاق بُنِيت بافكارهم وعلى النقيض كم من حروب طاحنة ومكائد خائنة قتلت وافنت الحضارات بناءآ على اجتماعات لم توفق في وضع الأهداف ذات القيمة فدمرت النتائج وحصدت الأنفس ونثرت الدماء..!!

ومضة..
أحرص ان تكون من أهل البناء لا من اهل الهدم ولو بالكلمة وليكن حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حديث السفينة مثل القائم على حدود الله والواقع فيها هو ديدننا لننجوا جميعآ باذنه تعالى.

شاهد أيضاً

‏المحافظ والمجاردة مع التحيه

‏بقلم/ محمد صالح الشهري ‏المجاردة احدى شقائق النعمان الفاتنة ، تكتنز في مراكزها المختلفة جمال …

2 تعليقات

  1. السلام عليكم ورحمة الله…. سلمت ياأبو أحمد لقد كان لآبائنا واجدادنا ومن سبقهم الدور الامثل في مناقشة وحل امور مجتمعهم وشؤون حياتهم من خلال ( صوح المسجد ) وكان لكبار السن جل الاحترام والتقدير وحسن الاستماع وكان ينادى لها في غالب قرى السراة بعد الإنتهاء من صلاة الجمعة ب( لاأحد يفوت ياجماعة) أي لاأحد يغادر . أسأل الله العظيم أن يغفر لهم أجمعين وأن يرحمه ويعفو عنا وعنهم

  2. شيء جميل ما المحت له يا استاذ ابراهيم من اكتفاء كل اسرة بممثل ينفذ ماينقله للاسرة من رأي انتهى اليه المجتمعون وبالتالي فالتنفيذ كا يأتي تقديرا واحتراماً لما اتفق واجمع عليه اهل المشورة لاقناعة بصوابه في بعض الاحيان لكن الحياء والتقدير يمرق كل شيء وبالتالي فالمحبة تسود المجتمعات.
    اما اليوم فغرور كلا برأيه واصرار البعض على مصادرة رأي من سبقه في تمثيل اسرته او عشيرته او قبيلته مع المجتمعين، مما نتج عنه تفكك اسري ومجتمعي والله المستعان

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com