عسير صحيفة عسير الإلكترونية
بقلم : أ نورة الشريف
ودون أن يشعر به أحد هو في معاركه التي يخوضها مع
الإستحسان وعدم التقبّل بين الاستمرار والتوقّف
بين الانهزام تارة وبين الانتصار تارةً أخرى
ثم بإخفاقاته المتتالية ترغمه على الرضوخ ..
عندما يجبر أحدنا نفسه بالانعزال المؤقت ولربما
الدائم ينازع خبايا النفس بين الواقع واللاواقع
بين العجز والعزم بين القبول والرفض
تكبّله الحسره ويأكله الندم بل يفتك به وهو على قيد الحياة، يصول ويجول بين أروقة
سجون النفس المعتمه صباحاً ومساء ،
ورغم الجعجعه التي تدور رحاها في صدره، وبين مزيج من المتناقضات المتناحرة في جوفه والشتات الذي تعاني منه مخيّلته الرثّه لا يرى بأساً بالعيش بعالمه المكفهر
إنه طغيان الغفله المستبد
ومرض الأماني الكاذبة ..
الذي يعتبر على حقارته وضآلة حجمه، من أعظم بوابات النفس ولوجاً إلى عالم الأوهام!!
فمتى يُحطّم القيود !؟
أقريبٌ …أم إلى أجلٍ مسمى !
وعلى الرغم من هشاشته وانهزامة في حق نفسه
إلا انه بمقدوره النهووض وبكل قوة
عندما يرتوي من سديم الرجوع والإنابة يتذوق
طعم التوبة بعيداً عن هذيان التعثر ..
فَيَا عَبْدًا يَضِيقُ بِكُلِّ إِثْمٍ
وَيَرْجُو اللَّهَ تَسْدِيدًا خُطَاهُ
تَقَدَّمْ نَحْوَ بَابِ اللَّهِ تَظْفَرْ
بِتَرْحَابٍ تُرَدِّدُهُ سَمَاهُ
كَرِيمٌ لا يُخَيِّبُ ظَنَّ عَبْدٍ
تُمَدُّ إِلَيْهِ فِي ذُلٍّ يَدَاهُ
ما اعظمها من نعمة
انعم بها الله على خلقه .. ( التوبة )
يمنحهم ويغدق عليهم بفرص لمراجعة النفس
والمحاسبة وتدارك ما مضى والأوبة إلى ما فيه
نجاتهم من المهلكات
قال تعالى ..
(إلاّ من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً ……..
رحمتة وسعت كل شيء، وتبقى أبواب التوبة
مشرّعه ليس فقط للمذنب العاصي !!
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: «إن التوبة ليست في حقِّ المذنبين فقط، وإنما هي في حقِّ المؤمنين أيضًا في تقصير الواجبات وضعف أداء الطاعات». انتهى
ولولا ذلك الفضل الذي منحه الله عز وجل لعبادة
لستمرأ العبد الذنوب وعاث بها حتى يوافيه الأجل
وهو على طغيانه وغيّه وغفلته قابعاً في سجنه
يتنفس الحرية ولا يرى النور .
……….
اللهم ردنا إليك رداً جميلا .فكلما تبنا عدنا
وكلما ندمنا كررنا. وكلما عاهدناك نقضنا .
ربي إهدنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .
