الصحة النفسية للابناء (( أيها المربي : تصالح مع نفسك ))

بقلم : حسين عبيد الصعب

وجدت الكثير من الحالات المحبطه المحطمة التي تدمي القلوب سابدا بما شاهدته ميدانيا ثم ساخرج قليل لارى من مواقف حصلت لي مجتمعيا.

دائما ما اذكر في كتاباتي ان الانسان عبارة عن شئيين مهمين. هما المشاعر والأحاسيس.

في احدى السنوات ومن خلال متابعتي لاختبارات الطلاب وانا امر بين الطلاب

تفأجات بأحد الطلاب بورقته فاضية لم يكتب شيئا

الطالب من الطلاب المتفوقين والمتميزين

بني : مابك هل انت متعب او مريض قال لي ابدا يا استاذ انا بخير لا اشكو من شيء
اذن بني مابك لماذا لم تبدا بالحل
قال لي كلمة صادمه جداً.
قال اريد ان ارسب
ترسب !!!! لماذا
قال بسبب ابي اقنعته بالحل وبعدها جلست معه جلسه انفراديه.

الكلمات قد تبني جسرا الى القمة وقد تهدم نفس الجسر

لذلك احذر من كلماتك الموجهه الى الابن او ايا كان.

الكلمات لها تأثير على النفس وكلما كانت الكلمات تحمل الحب والتقدير والتشجيع كان أثرها أكبر على حياة الابناء
أن التأثير والحب لا يعيش إلا بالكلمة الجميلة والعبارات الإيجابية.

هل يوصل الطفل الى ذلك التفكير بان يهدم حياته التعليمية عنادا لكلمات قالها الاب في لحظة غضب او في غير معرفة تربوية نفسية.

نحن نعلم ان الاب يعمل المستحيل لكي يوصل ابنه بر الامان

في احدى السنوات وانا امشي بسيارتي في احدى الحارات مررت باحدى الاطفال تقريبا بصف رابع ابتدائي وهو ماسكت سجارة بيده تستوعبون ذلك. وهو بذلك العمر انتابني وشدني ذلك. تحدثت معه قليلا قلت اقترب مني. لا ترتبك يابني ارمي ما بيدك. وحادثني.

تحادثت معه قليلا وقلت له لدينا مركز الحي المتعلم وش رايك تشترك معنا بالمدرسة وكان تفكيري الى ما وصل اليه الابن عادة الابناء بهذا العمر يستخبون خيفة ولا يظهرون له كيف ولماذا وصل الى هذا.

كنت انتظر ان ياتي المساء لالتقي به لياتي للمدرسة.

حاولت ان يندمج قليلا بالانشطة الموجوده وتحادثت معه. قليلا.

وسالته لماذا فعلت ذلك. قال لي (( ابي يرسلني الى البقالة لاشتري له )) وبعدها وجدني ادخن وضربني بشدة وكان يولمني كل يوم بالكلام (( طيب ياستاذ ابوي يعمل ذلك وحتى بعد ما يؤلمني بكلامه وضربه )) يفعل ذلك مره اخرى لاشتري له.

كيف نريد ان يكون ابناءنا ونحن نريهم ونستشعرهم ونشاركهم سلبياتنا.

كيف نتصالح مع انفسنا ليتصالح معنا ابنائنا كيف نريد ان نبي لهم مستقبلا ونحن نعايشهم اساليب تربوية خاطئة. كيف تريد ان تبني شخصية ابنك وانت لا تستطيع ان تبني شخصيتك.

اخي المربي : ادرك ذلك مهما كانت ثقافتك التربوية الا انك تتعامل مع ابنك. كيف تريد ان يكون وهو يشاهدك بتلك الركاكه وعدم الاستشعار بالمسؤلية والقدوة الحسنه كن كما تريد ان يكون ابنك ولو بالقليل ليكمل الابن تلك المسيرة التي لم تسطع انت ان تكملها او لم تعش ما رسمته في حياتك من خلال طموحك.

تصالح مع نفسك واعلم مهما كان بك العمر الا انك تستطيع تعديل الكثير من السلبيات نحن بشر نستطيع التعلم بفعالية وادراك مهما كان العمر بنا التعلم والتعليم والتدريب لا يقتصر على عمر محدد

العمر مجرد رقم تصالح مع نفسك وكن ذا طموح وعزيمة واصرار مادمت تمشي وتتنفس وتفكر بايجابية اعلم انك مهيأ للتطوير والتحسين والتغيير بايجابية.

تحرك تقدم جرب استشر
ستجد نفسك في تقدم مستمر ان اردت ذلك كيف تحكم على نفسك بعدم قابلية التعلم وانت لم تحاول وتجرب.

في احدى المرات كنا نتجاذب اروع الحديث مع مجموعه في احد المناسبات (( قال لي راحت علينا استاذ حسين ))

اقول هنا اخي تصالح مع نفسك وادرك حقيقة التعلم انها فقط تحتاج منا التقدم خطوة فقط بعدها ستدرك الاستمتاع بما تعلمت. والتعلم لا يتوقف عند عمر محدد.

العقل قابل للتعلم في اي وقت مهما كان الوقت تراه انت في نظرك لكن حينما تفكر بالتغيير ستجد عقلك سيستوعب ذلك جيدا ويبدا.

(قبول حقيقة أنك شخص رائع
أنا ملك بالفعل لأنني أمتلك زمام أموري)

((بييترو أرتينو))

 

حتى وإن كنت تُحدث نفسك بأنك لست كما تريد ان تبدو او يراك الناس كما ينبغي فليس بالضرورة أن تكون تلك هي الحقيقة

الأمر ببساطة هو أنك لست في حاجة إلي أن تمتلك بعض الأشياء أو أن تبدو بمظهر معين أو أن تكسب قدراً معيناً من المال أو أن تشغل وظيفة معينة لتكون كذلك فدائماً ما سينقصك بعض الأشياء وبعض الأهداف التي لم تتمكن من تحقيقها بعد وكذلك سيكون لديك دائماً بعض الصعوبات التي لا يمكن إخفاؤها
لذا فمن الضروري أن تدرك أنك دوماً تستطيع فعل ما ينبغي فعله وهذه هي الحقيقة فكلما زادت سرعتك في تقبل إحساسك بأنك منفرد عن غيرك في بعض الأمور زادت سهولة الاعتياد علي شعور الثقة بالنفس وكلما زادت رقتك في تعاملك مع نفسك وزاد تقديرك لما تملكه وما أنت عليه في الوقت الحالي تَكون لديك أساس قوي لتغيير شكل حياتك نحو الأفضل .

فالابناء : يشعرون بالسوء حيال تعاملكم معهم بسوء وقسوة كما أنهم يستمتعون بعقد صداقات معكم ولكن قد يشعر بعض الاباء من الحرج من بناء صداقات مع ابنائهم

كذلك فإنهم لا ينتهزون الفرص المتاحة أمامهم ظناً منهم بأن هذه الفرص لا تستحق السعي من أجل الحصول عليها وبناءً علي ذلك إذا قمت بالاهتمام بنفسك داخلياً وخارجياً فسيساعدك ذلك علي الشعور بالرضا حيال مظهرك الخارجي وكذلك حيال معاملتك لذاتك واحترامك لها ومنها تعاملك الراقي والتربوي مع ابناءك.

قد يخالفني البعض وقد يكون معي بأن ليس المهم ما يعتقده الاباء لانفسهم ولكن تلك حقيقة انا لا اتكلم عن المظهر الخارجي اتكلم عن المعرفه والدراية الداخليه. الطفل يحتاج الى المعامله الحسنه الى التوجية التربوي الصحيح والقويم

 

وفي الختام كان الكثير من الحكماء كثيري النصح لابنائهم يكررون ويعيدون كثيرا لكلماتهم لابنائهم فالتكرار وان كان غير مرغوب من الابناء او انهم يتضايقون من ذلك الا انه مجدي ونافع

قال عبدالملك بن مروان رحمه الله لاولاده :
( يابني عليكم بالادب والعلم فإن كنتم فقراء عشتم ، وان كنتم اغنياء سدتم ، وان كنتم سادة فقتم ، واستفيدو من الأدب ولو بكلمة واحده ، فمن لم يكتسب مالاً اكتسب به جمالاً)

 

ينشأ الصغير على ماكان والده
إن العروق عليها ينبت الشجر

حسين عبيد الصعب
مدير مدرسة سعيد بن العاص لتحفيظ القران الكريم بالليث

شاهد أيضاً

حادثةالتسمم الغذائي ضد معايير جودة الحياة

عبدالله سعيد الغامدي كنت في مقال الأمس تحدث عن حادثة التسمم الغذائي التي أعلنت عنها …

2 تعليقات

  1. د/ صالح ال عايش

    صدقت كلام رائع من مربي عنده الحس التربوي العالي هنيئا لتلك المدرسه بك.

  2. كلام رائع من مربي عظيم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com