من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

بقلم: إبراهيم العسكري

قبل عشرين عام تلقيت دورة خارجيه متقدمه بالمملكة الاردنية الهاشميه

الجميل والممتع ان المرشحين كانو خليط من عدد من الدول العربية قرابة العشرين مرشح فاتاح لنا نقل تجارب وثقافات متبانيه في إجراءات العمل وركز اعضاء التدريب على الاستفادة من الأعمال الايجابية المشتركة والناجحة بكل يسر وسهوله.

العظيم في الأمر اننا تعرفنا على زملاء في الغالب لهم دعم وتأثير إيجابي فكنا في فترات البريك نتناول أحاديث ذو شجون وثقافات تختلف من قطر إلى آخر حسب العادات والتقاليد..!!!

كان عنوان الدورة استراتيجية العمل البلدي ورفع الكفاءة باحتراف فكان غالب المرشحين ممن تقادم عهدهم بالعمل والمتوسط العمري للمرشحين من ٤٠_٥٥ عام.

بالتأكيد الاستفادة لم تنحصر على عنوان الدوره بل اكتسبنا في الغالب معرفة رجال لهم ادراك وشأن ولعلي انفرد بقصة ذلك الرجل البحريني الذي أعطانا تجربته في مرعاة ان يكون كل عمل تقوم به لوجه الله اولآ ثم لمقصدك ان يكون ايجابيآ يبني ولا يهدم ولا يضر به احدآ.

يقول نشأ في أسرة غنية فتعلم ولكن تفكيره فترة الشباب والاندفاع لم يكن مركزآ ويرى ان راتب الوظيفة اقل من الجهد والوقت المستقطع من حياته فقلت انا في نفسي حينها مرددآ ذلك المثل الشائع الا شابع وفي يده كسرة من الخبز وفي الجيب معادن النقد..!!!

ونعود لمحدثنا فيقول لم يلتحق بعمل وفضل ان يجوب بلدان العالم شرقآ وغربآ وشمال وجنوب..!!

يضيف مرت الأربعين عام ولم يتزوج وتعب من السفر وتعبت منه المسافات ثم قال اعترف لله ثم لكم انها لم تكن اسفاري ذات قيم ايجابيه بل يغلبها اللهو والضياع حتى غزاه الشيب وبدأ العد التنازلي فقرر صاحبنا رعاه الله رغم انه يملك تأهيل وثقافة جيده جدآ وعدد من اللغات التي اكتسبها من الترحال ثم قال: آليت على نفسي ان استدرك ما بقي من العمر لخدمة من استطيع فتزوج زوجة يثني عليها كثيرآ وانه توفق بكسبها ولطفها وتصغره بعشر سنوات ثم استتبع الخير فرشح عضوآ في المجلس البلدي..!!

يقول بعدها مكث ثمان سنوات ولم نرزق بذريه رغم محاولة العلاج في بلدان متقدمه من العالم حتى اقتنع هو وزوجه بذلك.!!

أثناء عمله لاحظ ذلك الرجل الطاعن في السن تتكرر زياراته شبه يوميآ للبلدية طرفهم وحن له قلبه.
قال: سألته يا والدي الغالي أرى زيارتك متكرره هنا فهل بامكاني خدمتك.
فاوضح المسن انه من عشر سنوات يراجع تعويض منزله الذي ازيل لصالح احد مشاريع الدوله ولم يتسنى له الإنجاز.
فقال صاحبنا اعطيته بطاقتي الشخصية وقلت له اعمل لي توكيل ولعلي استطيع خدمتك ان تمكنت.

فعمل المسن الوكالة واخذ يتابع صاحبنا الوكيل بحكم علاقاته ومعرفته بدهاليز الإجراءات وأنهى كل شيء خلال شهرين وبضعة ايام واستلم الشيك واعطاه للمستفيد وعندما أعطاه قال له المسن كم تريد أن اعطيك لقاء تعبك فقد خدمتني خدمة العمر..!!

فقال الوكيل والله اكتفي بدعوة صادقة منك اما المبلغ فلست في حاجة له.

فرفع يديه المسن وقال أسأل الله بأسمائه وصفاته ان يرزقك الذرية الصالحة.

يقول محدثنا كتمت الموضوع في نفسي وابتسمت له وهو مغادر لمكتبنا.

ويستمر الحديث وتستمر الحياة فبعد قرابة أربعة أشهر ذهب بزوجتة للمشفى بعد أن تكرر عليها الأعياء والتعب وأثناء التحاليل تبتسم الطبيبه لتقول لزوجته مبروك انتي حامل فبكت الزوجة حتى اغمي عليها..!!

اما صاحبنا يقول ذهلت وبدأ الشيطان يلعب بأفكاري فأنا عقيم وزوجتي ذات دين وقيم وكيف لي هذا ثم أجرى تحاليله واقنعوه انه يمكن له الإنجاب فخر ساجدآ واستغفر لذنبه..!!

أثناء الحديث معنا لم تمهله العبره ومالنا ما ناله وقال أتاني توأم وهما الآن في ست سنوات بالمدرسة وانا الآن اعد الثواني للعودة إليهما وامهما..!!

اخوتي..انها دعوة صادق وعدالة رب السماء.

ومضة.
قال الحطيئة:

مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ

لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ.

 

شاهد أيضاً

صداقات مؤثرة: 
 
تأثير الأصدقاء السلبيين على صحتنا العقلية وكيفية بناء علاقات صحية وإيجابية”

بقلم : سعاد الغامدي الصداقة هي علاقة قيمة تجمع بين الأشخاص على أساس الثقة والاحترام …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com