بقلم / إبراهيم العسكري
قبل يومين مررت بأحد المحلات التجارية لجلب بعض حاجاتنا الضرورية وعند مغادرتي السوق كان أحد عمال المحل يحمل اغراضي لايصالها للسيارة فتفاجأنا بشاب تجاوز العشرين عام يحاول الدخول بجوار سيارتي في مكان ضيق ويكرر حتى اقترب من سيارتي بما لا يتجاوز بضعة سنتيمرات فقط..!
لاحظت سيارته تعاني من آثار ركلات وحكات وضربات متفرقة في سائر هيكلها رغم حداثة موديلها فخشيت ان يصيب سيارتي ما أصابها من الجور والظلم فناديت سائقها ذلك الشاب وقلت يا أبني اصبر قليلآ فأنا ساخرج بسيارتي ويتاح لك الموقف بالكامل..!
فرد عاجلآ ويبدوا انه يحمل همومآ ومعاناة بقوله من زين الوقفه وأعتقد أنه يقصد وقفة السياره وليست وقفتي الشخصيه أمامه بالنصح فلم ارد عليه ببنت شفه حينما أدركت انه يحاول استجلاب ضحية ما ليشغل به كامل يومه وهذا النوع نحتاج فرض مسافات آمنة بيننا وبينهم لتكون غير قابلة للاشتعال..!!
العامل الذي يحمل اغراضي كان من أحد الجاليات العربيه فقال له بكل أدب وقفة الرجل في المكان المحدد واسلوبك غير لائق مع رجل بسن ابيك..!!
فرد له بكل عنجهية بقوله وأنت اش دخل ام امك ثم اكتفى بركن مقدمة سيارته في الموقف ونصفها الآخر في الشارع ونزل للبوفيه المجاور للمحل الذي تسوقنا منه اغراضنا وهو لازال يتحدث مع نفسه بصوت مرتفع ليوصل رسالته لنا بقوله ناس فاضيه ما تدري ان ورانا عمل وبصمه..!!
صراحةً اشعرنا حينها انه المشرف على تحركات بورصات العالم أو مسؤل شركة ميكروسوفت العالمية ووقته محسوب بالثانية فحينما ينزل ترتفع السيارة لتأخذ راحتها فهو يتجول غير آبه بزية الخاص بحراس الأمن الذي ضاق به ذرعآ اللهم لا شماته..!!
حراس الأمن هم يأدون عمل ومصدر رزق لهم وهم ابناءنا وحماة منشآتنا ولا يسعهم ما وسع من صادفنا فلكل قاعدة شواذ..!!
تلك النوعيات للأسف بدأت تطفو وتغزونا وهي تفتقر لابجديات التعامل الحسن والخلق الرفيع ويحتاجون ان يتداركهم المجتمع بدورات فن التعامل مع الآخر ايآ كان لأن تلك الفئة لا يحسنون الا سوء الظن بمن حولهم والقيم لديهم في الغالب رخيصة فهم يغرسون سلوك سيئ نحو الانحراف أو الخوض في معارك خاسره للطرفين..!!
للأسف وجدنا هذا السلوك حتى في بعض الطبقات ممن نراهم متعلمين أو ربما معلمين حينما يتعالون ويزعمون انهم الكل في كل شيء والبقية من صيدهم..!!
رأينا وربما رأيتم ذلك في عدد من المقاطع ممن يحمل اسلوب رخيص مع نفسه اولآ..! نشاهدهم احيانآ على أرض الواقع بزعم منهم انهم طبقة مخملية في حين يراهم الاسويا حشرات فلم يزدهم تعليمهم حينما لم ينتفع به الاضلالآ واذلال فقد نسو انهم مستأجرين بعقود مؤقتة..!!
هنا لا نعمم ففي المقابل مجتمعنا في غالبه الأعظم ولله الحمد من أهل الرقي وحسن التعامل ومن المحترمين الذين يحملون الفكر المعتدل والخلق الرفيع والقيم العليا..!!
كل ما نخشاه ان تتاح لأهل الاهتزاز والعنجهية المنبوذه ان تتوسع دائرتهم قبل أن يؤخذ على ايديهم..!!
ومضه:
يقول أحمد شوقي.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه..
فقوم النفس بالأخلاق تستقم.
الى ان قال:
إذا أصيب القوم في أخلاقهم…
فأقم عليهم مأتما وعويلا.
حلمك وصبرك كان أبلغ رد عليه..
والاجمل هو انك نقلت هذا الرد على شكل طرح راقي في مكان عام حتى يستفيد الجميع.
انت لم ترد عليه لشخصه وإنما رددت على هذه الحالة بهدف علاجها.
كل الود