الإصلاحُ بين الناس فضيلة وأصلٌ شرعي


بقلم -ظافر عايض سعدان

صلحٌ خيرٍ في بيشة بأول ليلة من شهر رمضان ١٤٤٣هـ
قال تعالى :
( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون )
الذي قادني لكتابة هذا المقال
حضوري لمجلسِ صلح ٍبين أُسرتين كريمتين بمحافظة بيشة
بعد خلاف دام لأكثر من 20 عاماً
ففي أول ليلة من شهر رمضان المبارك كان الزمانُ والمكان
مناسبين لإتمام صلح خيري
قاد هذا الصلح رجالٌ خيرون
أصحاب فضيلة وشيوخ ونواب قبائل حيثُ خاضوا مارثون مجتمعي قربوا من خلاله وجهات النظر بين الطرفين بالحسنى ،وكان الطرفان إيجابيين
كيف لا ومنهم المعلم -والدكتور وإمام المسجد وطلاب مراحل تعليمية
كان الموقفُ رهيباً عندما قَدَّمَ الطرفان لوحة وطنية سعودية
شعارها الصلحُ خير
( و يدُ الله ِ مع الجماعة )
فبعد مراسم الإستقبال والحفاوة والتكريم ،تقدم قادة الصلح بكلمات مختصرة وبعبارات راقت للجميع حول الصلح
وكان الردُ من الطرف الآخر بمثابة سحابة ممطرة أينما وقعت نفعت
-حقاً كان الموقفُ رهيباً
وذلك عندما تعانق الطرفان كبيراً وصغيراً أمام قادة الصلح والحاضرين ،وتبادلوا التهاني والمباركة بقدوم شهر رمضان
وفتح صفحة ناصعة البياض
وعفى اللهُ عمَّ سلف
وبأننا في بلد سلم وسلام ومحبة وأخاء
الإصلاحُ بين الناس فضيلة
و أصل شرعي من أصول الإسلام يقوم ُ ذلك الإصلاح على قاعدة الأمرُ بالمعروف والنهي عن المنكر
والإصلاح بين الناس سلوك راقٍ حثنا عليه الرسول ولنا في ذلك قدوة برسول الله حيثُ كان يقوم بنفسه بالإصلاح بين من يقع بينهم خلاف او سوء فهم من اي طرف
حيثُ قال صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام:
ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا: بلى يا رسول الله، قال:
إصلاح ذات البين فهذه وصية من وصايا الرسول
إن الإصلاح بين الناس من أعظم وأجل الطاعات وأفضل الصدقات وهو سلوك محمود ويقومُ به من كانت أنفسهم طيبة
حيثُ أن سلامة أي مجتمع كانت ترتبطُ ارتباطاً وثيقاً بحسن وسلامة العلاقات بين أفراده وأُسره وتساعد على تقدمه ونهوضه
إن الذين يقومون بالإصلاح بين الناس لهم شخصياتهم البارزة ولهم قبول بين الناس ، يتمتعون بهِممٍ عالية ،وسعة بال
– من موقع الصلح رأيتُ وسمعت
فليس من رأى كمن سمع
فأنا رأيت ُ وسمعتُ
-رأيتُ البِشرَ والبشاشة على محيا الجميع
-سمعتُ كلاماً إيجابياً من الجميع
-رأيت الحفاوة والتقدير والإحترام من الجميع
-سمعت عبارات قالها كبار السن
وعُقلاء الجانبين تنبي عن حكمة
ممزوجة بالفرح بأن الأمس لن يعود -ونحن أمام صفحة بيضاء
-سمعتُ الشعراء يتغنون بالوطن والقيادة وبقادة الصلح وأهل الشأن
-رأيتُ الطرفين يتبادلون الهدايا بعد حفلٍ بهيج
-رأيتُ شيخاً جليلاً وصاحب علمٍ وفضل خطيب جامع وإمامه يسجدُ لله شكراً أمام الجميع على اتمام الصلح
فعندما سجد لله خيَّم السكون والصمت والهدوء على الجميع
موقف مؤثر جداً
-رأيت وسمعتُ قادة الصلح يتبادلون التهاني والتبريكات
-سمعتُ موافقة الطرفين على تبادل الزيارات مصحوبة بوليمة
حب وكرامة شهامة ومرؤة
-حضرتُ وشاركت في عدة مجالس صلح ولكن هذا الصلح
يختلف عن غيره مع طول مدته
لأن عناصر الصلح الثلاثة
الطرفان – وقادة الصلح كانت لديهم النية الصادقة مصحوبة بثقافة مُجتمعية
ونحن بحمد الله في وطن أمن وأمان وطاعةُ رحمان وصحة في الأبدان
قيادتنا راشدة -وشعبنا وفي
العفو -التسامح -التغافل
قيـم محمودة الأثر
الشكراً لله ثم لكل من سعى وساهم في هذا الصلح

لما عفوت ولم أحقدْ على أحد  أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ

إِني أُحَيِّ عدوي عند رؤيتِه
لأدفعَ الشر عني بالتحياتِ

الناسُ داءٌ ودواءُ الناس قُرْبُهم  وفي اعتزالهمُ قطعُ الموداتِ

تقبل الله من الجميع صالح الأعمال
وعلى دروب الخير والمحبة نلتقي ٠

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

تعليق واحد

  1. محمد سعود الهرش

    الحمدلله
    وهو كما ذكرت أيها الإعلامي المبدع

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com